عنده زيادة.
وقولها: "فتضرب بِجِرانها" الجِران -بكسر الجيم-: باطن العنق، والبعير إذا استراح مدَّ عنقَه على الأرض.
وأما ما رُوي عن أسماء بنت يزيد قالت: إنّي لآخذةٌ بزمام العضْباء -ناقة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذ أنزلتْ عليه المائدة كلّها، فكادتْ من ثقلها تدق بعضد النّاقة. فهو ضعيف، رواه الإمام أحمد (٢٧٥٧٥)، والطبرانيّ في "الكبير" (٢٤/ ١٧٨) كلاهما من طريق شيبان، عن ليث، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، فذكرت مثله.
ففيه ليث هو: ابن أبي سليم الغالب على حديثه الضّعف.
وأورده الهيثميّ في "المجمع" (٧/ ١٣) وعلّله بشهر بن حوشب، وتعليله بليث أولى؛ فإنّ شهر ابن حوشب مختلف فيه غير أنّه حسن الحديث إذا لم يخالف.
ورُوي مثله عن عبد اللَّه بن عمرو، رواه الإمام أحمد (٦٦٤٣).
وفيه ابن لهيعة، وشيخه حُيّيُّ بن عبد اللَّه ضعيفان، وأورده الهيثمي في "المجمع" (٧/ ١٣) وأعلّه بابن لهيعة.
وروي أيضًا عن عمّة أم عمرو بنت عبس، رواه البيهقي في "دلائل النّبوة" (٧/ ١٤٥) أنّها قالت: حدّثتني عمّتي: أنّها كانت في مسير مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فنزلت عليه سورة المائدة، فاندقَّتْ كفُّ راحلته العضباء من ثقل السّورة.
فيه أمُّ عمرو بنت عبس لا تعرف.
[٦ - باب ما جاء في فترة الوحي]
• عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاري قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو يحدّث عن فترة الوحي-: "فيينا أنا أمشي سمعتُ صوتًا من السّماء، فرفعتُ رأسي، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالسًا على كرسي بين السماء والأرض" قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَجُئْثْتُ منه فرقًا، فرجعتُ فقلت: زمِّلوني زمِّلوني، فدثَّروني، فأنزل اللَّه تبارك وتعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [سورة المدثر: ١ - ٥] وهي الأوثان، قال: ثم تتابع الوحي".
متفق عليه: رواه البخاريّ في بدء الخلق (٣٢٣٨)، ومسلم في الإيمان (١٦١) كلاهما من حديث اللّيث قال: حدثني عُقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أنّ جابر بن عبد اللَّه قال. . . فذكره. واللّفظ لمسلم، ولفظ البخاريّ سواء.
وفي رواية عندهما: "ثم حمي الوحي وتتابع".