والردُّ إلى اللَّه هو القرآن، والردُّ إلى الرسول هو سنته الصّحيحة.
وروى مالكٌ في الموطأ في كتاب القدر (٣) أنه بلغه أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"تركتُ فيكم أمرين، لن تضلّوا ما تمسكتم بهما كتاب اللَّه وسنة نبيه"
هكذا ذكره مالك بلاغا وهو حديث مشهور بين أهل العلم، ولذا استغنى مالك عن ذكر سنده، وقد روي بمعناه أحاديث وآثار كثيرة، منها:
• عن ابن عباس أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خطب الناس في حجة الوداع، فقال:"قد يئس الشيطان أن يعبد بأرضكم، ولكنه رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم، فاحذروا يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا: كتاب اللَّه وسنة نبيه، إن كل مسلم أخو المسلم، المسلمون إخوة، ولا يحل لامرئ من مال أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس، ولا تظلموا، ولا ترجعوا من بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض".
حسن: رواه الحاكم (١/ ٩٣) من طرق عن إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أبي، عن ثور بن زيد الديلي، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل إسماعيل بن أبي أويس وأبيه.
وقال الحاكم: قد احتج البخاري بأحاديث عكرمة، واحتج مسلم بأبي أويس، وسائر رواته متفق عليهم، وهذا الحديث لخطبة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- متفق على إخراجه في الصحيح:"يا أيها الناس، إني قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب اللَّه، وأنتم مسئولون عني، فما أنتم قائلون؟ " وذكر الاعتصام بالسنة في هذه الخطبة غريب ويحتاج إليها. اهـ، وهو يقصد به حديث