ورواه أحمد (٧٠٤٤) عن حسن الأشيب، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا دراج به نحوه إلا أن فيه: "جزء من تسعة وأربعين جزء من النبوة".
وعبد اللَّه بن لهيعة فيه كلام معروف.
وبمعناه ما روي عن رجل من أهل مصر قال: سألت أبا الدرداء عن قول اللَّه تعالى {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس: ٦٤] فقال: "ما سألني عنها أحد غيرك إلا رجل واحد منذ سألت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، سألت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: "ما سألني عنها أحد غيرك منذ أنزلت، هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له".
رواه الترمذي (٢٢٧٣) عن ابن أبي عمر، عن سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر قال: سألت أبا الدرداء فذكره.
وقد اختلف في إسناد هذا الحديث، ذكره الدارقطني في العلل (١٠٨٠) وصوب هذا الوجه. وفي إسناده رجل مبهم.
وبمعناه أحاديث أخرى مذكورة في كتاب الإيمان، باب ذهاب النبوة بعد نبوة نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- وبقاء المبشرات.
[٣ - باب الرؤيا ثلاث]
• عن عوف بن مالك، عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إن الرؤيا ثلاث: منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم، ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة".
حسن: رواه ابن ماجه (٣٩٠٧)، وابن أبي شيبة (٣١١٤٧) وصحّحه ابن حبان (٦٠٤٢) كلهم من طريق يحيى بن حمزة، حدثنا يزيد بن عَبيدة، حدثني أبو عبيد اللَّه مسلم بن مشكم، عن عوف بن مالك، فذكره.
قال مسلم بن مشكم: قلت له: أنت سمعت هذا من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قال: نعم، أنا سمعته من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، أنا سمعته من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وإسناده حسن من أجل يزيد بن عبيدة -بفتح العين- وهو السكوني الدمشقي فإنه حسن الحديث.
وأما البوصيري فقال في مصباح الزجاجة: إسناده صحيح.
• عن ابن سيرين أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا اقترب الزمان لم تكد تكذب رؤيا المؤمن، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة".
قال محمد: وأنا أقول هذه، قال: وكان يقال: الرؤيا ثلاث: حديث النفس، وتخويف الشيطان، وبشرى من اللَّه، فمن رأى شيئًا يكرهه فلا يقصه على أحد، وليقم فليصل.
قال: وكان يكره الغل في النوم، وكان يعجبهم القيد، ويقال: القيد ثبات في الدين.