وقوله:{مَلَكُوتَ} من الملك، وزيدت فيه التاء للمبالغة كالجبروت والرحموت والرهبوت.
وقوله:{وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} يعني أنه أراه ملكوت السماوات والأرض ليكون ممن يتوحد بتوحيد اللَّه، ويعلم حقيقة ما هداه له، وبصّره إياه من معرفة وحدانيته، وما عليه قومه من الضلالة من عبادتهم الأصنام، واتخاذهم إياهم آلهة دون اللَّه تعالى. كما قاله ابن جرير.
اختلف المفسرون في هذا المقام، هل هو مقام نظر أو مناظرة؟ فروي عن ابن عباس أنه مقام نظر. وكان ذلك في حال طفولته قبل قيام الحجة عليه، فلم يكن ذلك كفرا. وقال غيره: إنه في مقام مناظرة لقومه مبينا لهم بفلان ما كانوا عليه من عبادة الأصنام والكواكب والشمس والقمر، ومما يؤكد ذلك قوله تعالى:{وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ. . .} الآية.
• عن عبد اللَّه بن مسعود قال: لما نزلت هذه الآية: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} شق ذلك على أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقالوا: أينا لم يظلم نفسه؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ليس هو كما تظنون، إنما هو كما قال لقمان لابنه:{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}[سورة لقمان: ١٣].
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٢٩)، ومسلم في الإيمان (١٢٤) كلاهما من طريق سليمان الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللَّه بن مسعود، فذكره. واللفظ لمسلم ولفظ البخاريّ نحوه.