وقد أدرك الحسن من حياة عقيل أربعين سنة تقريبًا. فلا يبعد أن يكون قدوم عقيل البصرة في خلال هذه الفترة.
وللحديث طرق أخرى مذكورة في كتاب النكاح.
• عن بريدة قال: قال نفر من الأنصار لعلي: عندك فاطمة. فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم فقال: ما حاجة ابن أبي طالب؟ قال: ذكرت فاطمة بنت محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: مرحبًا وأهلًا. لم يزده عليهما. فخرج علي على أولئك الرهط من الأنصار ينتظرونه. قالوا: ما وراءك؟ قال: ما أدري غير أنه قال لي: مرحبا وأهلًا. قالوا: يكفيك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إحداهما. أعطاك الأهل أعطاك المرحب، فلما كان بعد ما زوجه قال: "يا علي إنه لا بد للعروس من وليمة" فقال سعد: عندي كبش، وجمع له رهط من الأنصار آصعًا من ذرة. فلما كان ليلة البناء قال: "لا تحدث شيئا حتى تلقاني". قال: فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإناء فتوضأ منه، ثم أفرغه على علي، ثم قال: "اللهم! بارك فيهما، وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما".
حسن: رواه ابن سعد (٨/ ٢١) والطبراني في الكبير (٢/ ٤) والطحاوي في مشكله (٥٩٤٧) والنسائي في اليوم والليلة (٢٥٨) وأحمد (٢٣٠٣٥) مختصرا كلهم من حديث عبد الكريم بن سليط عن ابن بريدة، عن أبيه فذكره.
وإسناده حسن، وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (٩/ ١٨٨) وقال بعد أن عزاه إلى أحمد: "وسنده لا بأس به".
• عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأدخلتني أمي بيتًا فإذا نسوة من الأنصار قلن: "على الخير والبركة، وعلى خير طائر".
متفق عليه: رواه البخاري في المناقب (٣٨٩٤) ومسلم في النكاح (١٤٢٢) كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
وقولها: "على خير طائر" أي على أفضل حظ ونصيب. وطائر الإنسان نصيبه.
[٣ - باب ما يقول الرجل إذا تزوج امرأة]
• عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا تزوّج أحدُكم امرأةً، أو اشترى خادمًا فليقل: اللهم! إني أسألك خيرها، وخير ما جَبَلْتَها عليه، وأعوذُ بك من شرّها ومن شر ما جَبَلْتَها عليه، وإذا اشترى بعيرًا فليأخذْ