للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الإسلام ابن تيمية رحمه الله. انظر: "زاد المعاد" (١/ ٤٥٦).

وهو الذي نقله الترمذي في "العلل الكبير" (١/ ٢٩٩) عن البخاري رحمه الله تعالى فإنَّه قال: "أصح الروايات عندي في صلاة الكسوف أربع ركعات في أربع سجدات".

[٧ - باب الجهر بالقراءة في الكسوف]

• عن عائشة جهر النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الخسوف بقراءته، فإذا فرغ من قراءته كبَّر فركع، وإذا رفع من الركعة قال: "سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد" ثم يُعاوِدُ القراءةَ في صلاة الكسوف أربع ركعات في ركعتين، وأربع سجدات.

متفق عليه: رواه البخاري في الكسوف (١٠٦٥)، ومسلم في الكسوف (٩٠١/ ٥) كلاهما عن محمد بن مهران، قال: حدثنا الوليد، قال: أخبرنا ابن نمر، سمع ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة فذكرته واللفظ للبخاري ولفظ مسلم مختصرٌ.

قال البخاري: وقال الأوزاعي وغيره سمعتُ الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها أنَّ

الشمس خَسَفَتْ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبعث مناديًا بـ "الصلاةُ جامعةٌ" فتقدَّم فصلى أربع ركعات

في ركعتين، وأربع سجدات، قال: وأخبرني عبد الرحمن بن نَمِر سمع ابن شهاب مثله. قال الزهري: فقلت ما صنع أخوك ذلك، عبد الله بن الزبير، ما صلي إلا ركعتين مثل الصبح إذْ صلي بالمدينة قال: أجل، إنه أخطأ السنةَ، تابعه سفيان بن حسين وسليمان بن كثير، عن الزهري في الجهر. انتهي.

قلت: حديث سفيان بن حسين رواه الترمذي (٥٦٣)، وابن خزيمة (١٣٧٩) كلاهما من طريق إبراهيم بن صدقة، عن سفيان بن حسين واختصر الترمذي على قوله: صلي النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الكسوف وجهر بالقراءة فيها. وقال: حسن صحيح، ورواه ابن خزيمة بالتفصيل.

وابن نَمِر اسمه: عبد الرحمن، وهو دمشقي وثَّقه دُحَيم والذهلي وابن البرقي وآخرون، وضعَّفه ابن معين؛ لأنَّه لم يَروِ عنه غير الوليد، وليس له في الصحيحين غير هذا الحديث، وقد تابعه عليه الأوزاعي وغيره، "الفتح".

قلت: حديث الأوزاعي وغيره وصله مسلم في الكسوف (٩٠١/ ٤) عن محمد بن مهران الرازي، حدثنا الوليد بن مسلم، قال: قال الأوزاعي أبو عمرو وغيره: سمعت ابن شهاب الزهري يخبر عن عروة، عن عائشة: أنَّ الشمس خَسَفَتْ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبعث مناديا: "الصلاةُ جامعةٌ" فاجتمعوا وتقدم. وصلى أربع ركعات في ركعتين. وأربع سجدات، إلَّا أنَّ الأوزاعي لم يذكر هنا الجهر، وإنما نصَّ على خسف الشمسُ، وعبد الرحمن بن نَمِر نصَّ على الجهر، ولم ينص على خسف الشمسُ، والحديث واحد، كل ذكر جزءًا منه، فإذا جمعت هذه الأجزاء علم بذلك أن الجهر كان في خسف الشمس -أي في النهار- وهذا يُبطل من تأوَّل بأنَّ ذلك كان في خسف القمر

<<  <  ج: ص:  >  >>