رجلٌ منهم فقال: يا أبا القاسم، ما الرّوح؟ فسكت. فقلتّ: إنّه يوحى إليه، فقمتُ فلما انجلى عنه، فقال: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا (أُوتُوا) مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [سورة الإسراء: ٨٥]. قال الأعمش: هكذا في قراءتنا.
متفق عليه: رواه البخاريّ في العلم (١٢٥)، ومسلم في صفات المنافقين (٢٧٩٤) كلاهما من حديث الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللَّه، (هو ابن مسعود) فذكره.
٤٤ - باب لا يعلم الغيب إلّا اللَّه سبحانه وتعالى
قال اللَّه تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} [سورة الجن: ٢٦].
وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} إلى قوله {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [سورة لقمان: ٣٤].
وقال تعالى: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ} [سورة النساء: ١٦٦].
وقال تعالى: {وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ} [سورة فاطر: ١١، سورة فصلت: ٤٧].
وقال تعالى: {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ} [سورة فصلت: ٤٧].
• عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلّا اللَّه: لا يعلم أحدٌ ما يكون في غد، ولا يعلم أحدٌ ما يكون في الأرحام، ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدًا، وما تدري نفسٌ بأيّ أرض تموت، وما يدري أحدٌ متى يجيء المطر".
صحيح: رواه البخاريّ في الكسوف (١٠٣٩) عن محمد بن يوسف، قال: حدّثنا سفيان، عن عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر، فذكره.
وفي رواية عن سليمان بن بلال، عن عبد اللَّه بن دينار: "ولا يعلمُ متى تقوم الساعة إلّا اللَّه" بدلًا من "ولا تعلم نفسٌ ماذا تكسب غدًا".
• عن عائشة قالت: من حدّثك أنّ محمدا رأى ربَّه فقد كذب وهو يقول: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَار} [سورة الأنعام: ١٠٣]، ومن حدّثك أنه يعلم الغيب فقد كذب، وهو يقول: لا يعلمُ الغيبَ إلّا اللَّه.
متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٣٨٠) عن محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن إسماعيل، عن الشعبيّ، عن مسروق، عن عائشة، فذكرته.
وإسماعيل هو ابن أبي خالد.