• عن أبي أمامة قال: إني لتحت راحلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح، فقال قولا حسنا جميلا، وكان فيما قال:"من أسلم من أهل الكتابين فله أجره مرتين، وله ما لنا، وعليه ما علينا، ومن أسلم من المشركين فله أجره، وله ما لنا، وعليه ما علينا".
حسن: رواه أحمد (٢٢٢٣٤) عن يحيى بن إسحاق السيلحيني، حدثنا ابن لهيعة، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن القاسم، عن أبي امامة فذكره.
وفي الإسناد ابن لهيعة وفيه كلام معروف من أجل اختلاطه، لكن رواه الطبري في تفسيره (٢٢/ ٤٤١)، والطحاوي في شرح المشكل (٢٥٧١) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن لهيعة به.
ورواية ابن وهب عن ابن لهيعة أعدل من غيرها.
وكذلك ابن لهيعة توبع أيضا. فقد رواه الطبري في تفسيره (٢٢/ ٤٤١)، والطحاوي في شرح المشكل (٢٥٧١)، والطبراني في الكبير (٨/ ٢٢٤) كلاهما من طريق الليث بن سعد، عن سليمان بن عبد الرحمن به.
وسليمان بن عبد الرحمن وشيخه القاسم وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي كلاهما حسنا الحديث.
في الآية الكريمة دليل على أن الهداية بيد الله سبحانه وحده، وقد جاء في الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحبّ أن يُسلم عمُّه أبو طالب، ولكنه لم يُسلم.
• عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد عنده أبا جهل، وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، فقال:"أي عمّ قل لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله". فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: أترغبُ عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرضُها عليه، ويعيدانه بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلّمهم: على ملة عبد المطلب، وأبَى أن يقول: لا إله إلا الله. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك". فأنزل الله: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (١١٣)} [التوبة: ١١٣] وأنزل الله في أبي طالب فقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (٥٦)}.
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٧٧٢)، ومسلم في الإيمان (٢٤) كلاهما من طريق ابن