أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، حدثني علي بن حسين، أنّ ابن عباس قال (فذكره).
[٥ - باب ما جاء في زنة العرش]
• عن جويرية، أنّ النّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- خرج من عندها بكرةً حين صلّي الصُّبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحي وهي جالسة، فقال: "ما زلت على الحال التي فارقتُكِ عليها؟ ". قالت: نعم، قال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لقد قلتُ بعدكِ أربعَ كلماتٍ ثلاث مرّات لو وُزنتْ بما قلتِ منذ اليوم الوزنتهنّ: سبحان اللَّه وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزِنَةَ عرشه، ومداد كلماته".
وفي رواية: "سبحان اللَّه عدد خلقه، سبحان اللَّه رضا نفسه، سبحان اللَّه زِنة عرشه، سبحان اللَّه مداد كلماته".
صحيح: رواه مسلمٌ في الذِّكر (٢٧٢٦) من طرق عن سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن كريب، عن ابن عباس، عن جويرية، فذكرته.
وكريب هو ابن أبي مسلم أبو رشدين مولى ابن عباس.
والرواية الثانية عند مسلم أيضًا من وجه آخر عن محمد بن عبد الرحمن، بإسناده، مثله.
ورواه الإمام أحمد (٢٣٣٤) عن أسود بن عامر، عن سفيان، بإسناده وفيه:
قال ابن عباس: وكان اسم جويرية برّة، فكأنّ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كره ذلك فسمّاها جويرية كراهة أن يقال: خرج من عند برّة. فذكر الحديث.
وجويرية هي بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعيّة المصطلقيّة أمّ المؤمنين رضي اللَّه عنها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه تعالى: "فهذا يبيّن أنّ زنة العرش أثقل الأوزان". الرّسالة العرشية (ص ٨).
قلت: والكرسيّ أعظم المخلوقات بعد العرش.
وقوله: "مداد كلماته" بكسر الميم -أي مداد كلمات اللَّه تعالى. وفيه إشارة إلى قوله سبحانه: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [سورة الكهف: ١٠٩].
[٦ - باب ما جاء في قوائم العرش]
• عن أبي سعيد الخدريّ، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تخيّروا بين الأنبياء، فإنّ النّاس يصعقون يوم القيامة، فأكون أوّلَ من تنشق عنه الأرض، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق أم حُوسب بصعقته الأولى".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الخصومات (٢٤١٢) عن موسى بن إسماعيل، حدّثنا وهيب،