للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من الأمر ما بلغك، قال: فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني؟ قال: فخرجت، فلما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج مسيلمة الكذاب، قلت: لأخرجن إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافئ به حمزة، قال: فخرجت مع الناس فكان من أمره ما كان، قال: فإذا رجل قائم في ثلمة جدار كأنه جمل أورق ثائر الرأس، قال: فرميته بحربتي، فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه، قال ووثب إليه رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته.

قال: قال عبد الله بن الفضل: فأخبرني سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله بن عمر يقول: فقالت جارية على ظهر بيت: وا أمير المؤمنين قتله العبد الأسود.

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٠٧٢) عن أبي جعفر محمد بن عبد الله، حدثنا حجين بن المثنى، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن عبد الله بن الفضل، عن سليمان بن يسار، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري فذكره.

وقوله: قالت جارية على ظهر بيت: "وا أمير المؤمنين قتله العبد الأسود": في إطلاق أمير المؤمنين على مسيلمة الكذاب نظر، لأن مسيلمة كان يدعي أنه نبي مرسل، وكانوا يقولون له: يا رسول الله، ويا نبي الله، والتلقيب بأمير المؤمنين حدث بعد ذلك. وأول من لقب به عمر، وذلك بعد قتل مسيلمة بمدة.

كذا في الفتح (٧/ ٣٧١)

• عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر على حمزة، وقد مثل به، فقال: "لولا أن تجد صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية حتى يحشر من بطونها".

حسن: رواه أبو داود (٣١٣٦) والترمذي (١٠١٦) وأحمد (١٢٣٠٠) والحاكم (١/ ٣٦٥) كلهم من طرق عن أسامة بن زيد، عن الزهري، عن أنس فذكره.

وإسناده حسن من أجل أسامة بن زيد وهو الليثي فإنه حسن الحديث.

[١٦ - هل هند أكلت كبد حمزة رضي الله عنه]

روي عن ابن مسعود، أن النساء كن يوم أحد خلف المسلمين، يجهزن على جرحى المشركين، فلو حلفت يومئذ رجوت أن أبر: إنه ليس أحد منا يريد الدنيا، حتى أنزل الله عز وجل: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ} [آل عمران: ١٥٢] فلما خالف أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعصوا ما أمروا به، أُفرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تسعة: سبعة من الأنصار، ورجلين من قريش، وهو عاشرهم، فلما رهقوه، قال: "رحم الله رجلا ردهم عنا" قال: فقام رجل من الأنصار، فقاتل ساعة حتى قتل، فلما رهقوه أيضًا، قال: "يرحم الله رجلا ردهم عنا" فلم يزد

<<  <  ج: ص:  >  >>