للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جموع أبواب صلاة الضُّحى

١ - باب استحباب صلاة الضُحى وأقلُّها ركعتان وأكملها ثمان ركعات

• عن عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول: ما حدثنا أحدٌ رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي الضُّحى غير أمِّ هانئ، فإنَّها قالت: إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة، فاغتسل، وصلَّى ثماني ركعات، فلم أر صلاة قط أخفَّ منها، غير أنَّه يُتم الركوع والسجود.

متفق عليه: رواه البخاريّ في كتاب التهجد (١١٧٦)، ومسلم في صلاة المسافرين (٣٣٦/ ٨٠) كلاهما من طريق شعبة، حدثنا عمرو بن مُرَّة، قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى فذكره.

ورواه مالك في كتاب قصر الصلاة (٢٨) عن أبي النضر مولي عمر بن عبيد الله، أنَّ أبا مُرَّة مولي عقيل بن أبي طالب أخبره، أنَّه سمع أمَّ هانئ بنت أبي طالب تقول: ذهبتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح، فوجدتُه يغتسل، وفاطمة ابنتُه تستره بثوبٍ، قالت: فسلمتُ عليه. فقال: "من هذه؟ " فقلتُ: أم هانئ بنت أبي طالب. فقال: مرحبا بأمِّ هانيء" فلمَّا فرغ من غسله، قام فصلَّى ثماني ركعات، ملتحفًا في ثوب واحد، ثم انصرف. فقلت: يا رسول الله! زعم ابنُ أمِّي عليٌّ أنَّه قاتلٌ رجلًا أجرتُه: فلانُ بن هُبَيرة. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد أجَرْنا من أجَرْتِ يا أمَّ هانئ" قالت أم هانيء: وذلك ضُحىً.

ورواه البخاري في كتاب الصلاة (٣٥٧)، ومسلم في صلاة المسافرين (٣٣٦/ ٨٢) كلاهما من طريق مالك به مثله.

ورواه أبو داود (١٢٩٠) من وجه آخر عن أمِّ هانئ أنِّ النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح صلَّي سُبْحةَ الضُّحي ثمان ركعات يُسلِّم من كلِّ ركعتين. وإسناده صحيح.

وقولها: "ذهبت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" أي إلى بيتها؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل بيتها وهي خارجة منه، فدخلت والنبي - صلى الله عليه وسلم - يغتسل، وفاطمة تستره.

وهذه صلاة الفتح، ولذا لم يُر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها بعد ذلك، ولكنْ صادف أنه صلاها في وقت الضحى فاشتهرت بصلاة الضحى.

وقد ثبت عن بعض الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلّ صلاة الضحى قط كما سيأتي في باب من لم ير سنية صلاة الضحى أصلا.

• عن أنس بن سيرين قال: سمعتُ أنسًا يقول: قال رجل من الأنصار: إنِّي لا أستطيع الصلاة معك -وكان رجلًا ضخمًا- فصنع للنبي - صلى الله عليه وسلم - طعامًا فدعاه إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>