فافترقا. ثم قال ابن عدي: "وأرجو أنه لا بأس به".
قلت: إن كان يريد سلّام بن سليمان فهو كما قال، وإن يريد سلّام بن أبي الصهباء فهو لا "لا بأس به" بل ضعيف، وقد فرق البخاري وغيره بينهما.
وقد جاء في بعض الروايات: "حُببت إلي من دنياكم ثلاث".
فقوله: "من دنياكم" خطأ، لأن الصلاة ليست من الدنيا إلا بتأويل. ورواه النسائي من وجهين: في حديث سلّام أبي المندر ذكر "الدنيا" وفي حديث جعفر لم يذكر "الدنيا".
وأما "الثلاث" فلم يرد في الروايات الصّحيحة ولذا نفاها العراقي وابن حجر وغيرهما.
[٣ - باب انبساط الرجل إلى زوجته]
• عن عائشة قالت: كنت ألعب بالبنات عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكان لي صواحب يلعبْنَ معي. فكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا دخل يتقَمّعْن منه، فيُسرِبُهُنَّ إلى فيلعبْن معي.
متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦١٣٠) ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٤٠) كلاهما من طريق هشام، عن أبيه، عن عائشة فذكرته، واللفظ للبخاري ولفظ مسلم نحوه.
وقولها: "كنت ألعب بالبنات" في جواز اللعب بالدُّمْية.
وقولها: "يتقَمّعْن" أي يتغيَبْن حياءً منه وهيبةً.
وقولها: "يسربهنّ" أي يرسلهن ويدفعهن إليّ.
[٤ - باب الوصية بالنساء خيرا ومداراتهن]
• عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر، فإذا شهد أمرًا فليتكلم بخير أو ليسكت، واستوصوا بالنساء، فإن المرأة خُلقت من ضلع. وإنّ أعوج شيء في الضلع أعلاه إن ذهبت تقيمه كَسَرته، وإن تركته لم يزل أعوج، استوصوا بالنساء خيرًا".
متفق عليه: رواه البخاري في النكاح (٥١٨٥ - ٥١٨٦)، ومسلم في الرضاع (٦٠: ١٤٦٨) كلاهما من طريق حسين بن علي الجُعفي، عن ميسرة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره. واللفظ لمسلم.
ورواه مسلم من وجه آخر عن ابن شهاب، قال: حدثني ابن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن المرأة كالضِّلع إذا ذهبت تقيمها كسرتها، وإن تركتها استمتعت بها وفيها عوج".
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن المرأة خُلقت من ضلع. لن تستقيم لك على طريقة. فإن استمتعت بها استمتعت بها، وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها