[٣٥ - باب لا يجوز للعامل أن يخالف أمر الإمام]
• وعن عقبة بن مالك قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - سرية، فسلحت رجلا منهم سيفا، فلما رجع قال: لو رأيت ما لامنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أعجزتم إذ بعثت رجلا منكم فلم يمض لأمري أن تجعلوا مكانه من يمضي لأمري".
حسن: رواه أبو داود (٢٦٢٧)، وأحمد (١٧٠٠٧) وصححه ابن حبان (٤٧٤٠)، والحاكم (٢/ ١١٤ - ١١٥) كلهم من طريق سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال، عن بشر بن عاصم، عن عقبة بن مالك - وكان من رهطه - قال .. فذكره.
وإسناده حسن من أجل بشر بن عاصم الليثي؛ فإنه حسن الحديث. روى عنه جمع وقد ذكر المزي في ترجمته أن النسائي وثقه، وتبعه الذهبي في الميزان.
وصحّح حديثه هذا ابن حزم في المحلي (٩/ ٣٦٢).
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
قلت: بشر بن عاصم لم يخرج له سوى أبي داود والنسائي.
وقوله: "سلحته" أي أعطيته سلاحا.
[٣٦ - باب ما جاء في هدايا العمال]
• عن أبي حميد الساعدي قال: استعمل النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا من بني أسد يقال له: ابن الأتبية على صدقة فلما قدم قال: هذا لكم، وهذا أهدي لي فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر، قال سفيان أيضًا: فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "ما بال العامل نبعثه فيأتي يقول: هذا لك، وهذا لي! فهلا جلس في بيت أبيه وأمه، فينظر أيهدي له أم لا؟ والذي نفسي بيده لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيرا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر"، ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه، "ألا هل بلغت؟ " ثلاثًا.
متفق عليه: رواه البخاري في الأحكام (٧١٧٤)، ومسلم في الإمارة (١٨٣٢: ٢٦) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري أنه سمع عروة أخبرنا أبو حميد الساعدي قال .. فذكره. والسياق للبخاري.
[٣٧ - باب ما جاء في أجرة العمال]
• عن عبد الله بن السعدي: أنه قدم على عمر في خلافته، فقال له عمر: ألم أحدث أنك تلي من أعمال الناس أعمالا، فإذا أعطيت العمالة كرهتها؟ فقلت: بلي