فقال عمر: فما تريد إلى ذلك؟ قلت: إن لي أفراسا وأعبدًا وأنا بخير، وأريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين، قال عمر: لا تفعل فإني كنت أردت الذي أردت، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطيني العطاء، فأقول: أعطه أفقر إليه مني حتى أعطاني مرة مالا، فقلت: أعطه أفقر إليه مني، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خذه فتموله، وتصدق به، فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وإلا فلا تتبعه نفسك".
متفق عليه: رواه البخاري في الأحكام (٧١٦٣) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني السائب بن يزيد - ابن أخت نمر - أن حويطب بن عبد العزى أخبره أن عبد الله بن السعدي أخبره .. فذكره.
ورواه مسلم في الزكاة (١٠٤٥: ١١٢) من طريق ليث، عن بكير، عن بسر بن سعيد، عن ابن الساعدي المالكي أنه قال: استعملني عمر بن الخطاب على الصدقة فلما فرغت منها، وأديتها إليه أمر لي بعمالة فقلت: إنما عملت الله وأجري على الله فقال: خذ ما أعطيت، فإني عملت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعملني، فقلت مثل قولك فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أعطيت شيئًا من غير أن تسأل فكل وتصدق".
ثم رواه من طريق عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن ابن السعدي أنه قال:"استعملني عمر بن الخطاب على الصدقة" بمثل حديث الليث. فقال:"عن ابن السعدي".
قال الحافظ في الفتح (١٣/ ١٥١): "وهو المحفوظ".
• عن طريف أبي تميمة قال: شهدت صفوان وجندبًا وأصحابه وهو يوصيهم فقالوا: هل سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا؟ قال: سمعته يقول: "من سمّع سمّع الله به يوم القيامة" قال: "ومن يشاقق يشقق الله عليه يوم القيامة" فقالوا: أوصنا. فقال:"إن أول ما ينتن من الإنسان بطنه فمن استطاع أن لا يأكل إلا طيبا فليفعل، ومن استطاع أن لا يحال بينه وبين الجنة بملء كفه من دم أهراقه فليفعلْ".
صحيح: رواه البخاري في الأحكام (٧١٥٢) عن إسحاق الواسطي، حدثنا خالد، عن الجريري، عن طريف أبي تميمة قال .. فذكره.
وجاء في آخره قول الفربري للبخاري: من يقول سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، جندب؟ قال: نعم، جندب.
وقوله:"من يشاقق يشقق الله عليه" يحتمل أن تكون من المشقة والإضرار بحمل الناس على ما يشق عليهم من قبل ولاة أمورهم.
ويحتمل أن تكون من الشقاق وهو الخلاف ومفارقة الجماعة، ومنه قوله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ