للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٩ - باب الجمع بين السورتين في الركعة]

• عن ابن مسعود قال: جاء رجل إليه فقال: قرأت المفصل الليلة في ركعة. فقال: هذًّا كَهَذِّ الشعر، لقد عرفتُ النظائر التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرن بينهن، فذكر عشرين سورة من المفصل، سورتين في كل ركعة.

متفق عليه: رواه البخاري في الأذان (٧٧٥) ومسلم في صلاة المسافرين (٧٢٢/ ٢٧٩) كلاهما من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت أبا وائل قال: جاء رجل إليّ عبد الله بن مسعود فذكر الحديث.

وسمى مسلم هذا الرجل في رواية أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، عن الأعمش، عن أبي وائل "نَهيك بن سِنَان، وقال فيه عبد الله: "هذًّا كَهَذِّ الشعر؟ إن أقواما يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرَسَخ فيه نَفَع. إن أفضل الصلاة الركوع والسجود، إني لأعلم النظائرَ التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرُن بينهن. سورتين في كل ركعة"، وفي رواية أبي معاوية، عن الأعمش "عشرون سورة من المفصل في تأليف عبد الله".

وذكر تفصيله ابن خزيمة (٥٣٨) في رواية أبي خالد، عن الأعمش: وهي عشرون سورة من تأليف عبد الله. أوَّلُهن {الرَّحْمَنُ} وآخرتهن {الدخان} {الرَّحْمَنُ {وَالنَّجْمِ} في ركعة و {وَالذَّارِيَاتِ} {وَالطُّورِ} في ركعة هذه النظائر، و {اقْتَرَبَتِ} و {الْحَاقَّةُ} في ركعة {الْوَاقِعَةُ} {ن} في ركعة {وَالنَّازِعَاتِ} {سَأَلَ سَائِلٌ} في ركعة و {الْمُدَّثِّرُ} و {الْمُزَّمِّلُ} في ركعة و {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} و {عَبَسَ} في ركعة و {وَلَا أُقْسِمُ} و {هَلْ أَتَى} في ركعة {وَالْمُرْسَلَاتِ} {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} في ركعة {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} و {الدُخَّانْ} في ركعة.

وهكذا رواه أيضًا أبو داود (١٣٩٦) عن عبَّاد بن موسى، ثنا إسماعيل بن جعفر، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن علقمة والأسود قالا: أتى ابن مسعود رجل فقال: إني أقرأ المفصل في الركعة، فقال: أهذًّا كَهَذِّ الشِّعر، ونَثْرًا كنثر الدقل؟ لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ النظائرَ، السورتين في الركعة، ثم ذكر التفصيل كما مضى

قال أبو داود: "هذا تأليف ابن مسعود".

والمفصل من (ق) إلى آخر القرآن على الصحيح كما قال الحافظ.

وقوله: "النظائر" أي السور المتماثلة في المعاني؛ كالموعظة، أو الحكم، أو القصص.

وقوله: "هذًّا" - بفتح الهاء وتشديد الذال المعجمة - أي سردًا وإفراطًا في السرعة، وهو منصوب على المصدر، وهو استفهام إنكار بحذف أداة الاستفهام. قال ذلك لأن تلك الصفة كانت عادتهم في إنشاد الشعر. كذا في الفتح.

• عن عائشة - قال عبد الله بن شقيق: سألت عائشة: هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

<<  <  ج: ص:  >  >>