وحسّنه الهيثميّ في "المجمع" (٩/ ٣٥٧) فقال: "رواه الطبرانيّ وإسناده حسن".
وأمّا ما رُوي عن عبد الرحمن بن أبي عميرة وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لمعاوية: "اللهم اجعله هاديًا مهديًا واهد به". فهو ضعيف.
رواه الترمذيّ (٣٨٤٢)، وأحمد (١٧٨٩٥) كلاهما من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة قال: فذكره.
وسعيد بن عبد العزيز هو التنوخي الدّمشقيّ اختلط في آخر عمره، ولم يدر كل من روى عنه هذا الحديث متى سمع منه قبل الاختلاط أو بعده.
ولذا وقع في هذا الحديث اضطراب شديد في الإسناد واللّفظ، وقد أشار إليه ابن عبد البر في الاستيعاب، وابن حجر في الإصابة.
وقال في الفتح (٧/ ١١٤): "وقد ورد في فضائل معاوية أحاديث كثيرة لكن ليس فيها ما يصح من طريق الإسناد، وبذلك جزم إسحاق بن راهويه، والنسائي وغيرهما".
وأمّا الاختلاف في صحبة عبد الرحمن بن أبي عميرة فالصحيح أنه له صحبة.
• عن ابن أبي مليكة قال: أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس، فأتى ابن عباس، فقال: دعه فإنه صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
صحيح: رواه البخاريّ في فضائل الصّحابة (٣٧٦٤) عن الحسن بن بشر المعافى عن عثمان بن الأسود، عن ابن أبي مليكة قال: فذكره.
وفي لفظ: "قيل لابن عباس: هل لك في أمير المؤمنين معاوية، فإنه ما أوتر إِلَّا بواحدة، قال: إنه فقيه". رواه البخاريّ في فضائل الصّحابة (٣٧٦٥) من وجه آخر عن ابن أبي مليكة به.
٩٦ - باب ما جاء في المغيرة بن شعبة وأن الدَّجال لن يضره
• عن المغيرة بن شعبة قال: ما سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحد عن الدَّجال أكثر مما سألته عنه، فقال لي: "أي بني، وما ينصبك منه، إنه لن يضرّك".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الفتن (٧١٢٢)، ومسلم في الآداب (٣٢: ٢١٥٢) كلاهما من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن المغيرة بن شعبة قال: فذكره. واللّفظ لمسلم ولفظ البخاريّ نحوه.
[٩٧ - باب فضائل المقداد بن الأسود الكندي وأخباره]
• عن عبد الله بن مسعود قال: شهدت من المقداد بن الأسود مشهدًا لأن أكون صاحبه أحب إلي مما عدل به: أتى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يدعو على المشركين فقال: لا نقول