[جموع ما جاء في بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - وحياته في مكة]
[١ - باب تعبد النبي - صلى الله عليه وسلم - في غار حراء على دين إبراهيم عليه السلام]
• عن عبد الله بن الزبير وهو يقول لعبيد بن عمير بن قتادة الليثي: حدثنا يا عبيد! كيف كان بدء ما ابتدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من النبوة حين جاءه جبريل عليه السلام؟ قال: فقال: عبيد - وأنا حاضر يحدث عبد الله بن الزبير ومن عنده من الناس: - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجاور في حراء من كل سنة شهرًا، وكان ذلك مما تحنّث به قريش في الجاهلية. والتحنث: التبرّر.
وقال عبيد: فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجاور ذلك الشهر من كل سنة، يعظم من جاءه من المساكين، فإذا قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جواره من شهره ذلك كان أول ما بدأ به إذا انصرف من جواره الكعبة قبل أن يدخل بيته. فيطوف بها سبعًا أو ما شاء الله من ذلك. ثم يرجع إلى بيته.
حسن: رواه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (١/ ٢٣٥) قال: حدثني وهب بن كيسان، مولى آل الزبير، قال: سمعت عبد الله بن الزبير وهو يقول لعبيد بن عمير بن قتادة الليثي، فذكره.
وعبيد بن عمير من كبار التابعين، وقيل: ولد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق.
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يُنزل عليه الوحي على دين إبراهيم لا يعبد الأصنام، ولا يأكل ما ذبح لغير الله، ومن قال: إنه كان على دين عيسى عليه السلام لأنه آخر أنبياء بني إسرائيل وليس بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - نبي آخر فقد أخطأ، لأن عيسى عليه السلام جاء ليجدد دين موسى عليه السلام الذي كان خالصًا لبني إسرائيل.
وقد ثبت أن زيد بن عمرو بن نُفيل كان على دين إبراهيم عليه السلام قبل أن يُبعث النبي - صلى الله عليه وسلم -.
[٢ - باب كان زيد بن عمرو بن نفيل على دين إبراهيم عليه السلام]
• عن ابن عمر - أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشام يسأل عن الدين ويتبعه، فلقي عالمًا من اليهود فسأله عن دينهم فقال: إني لعلّى أن أدين دينكم فأخبرني. فقال: لا تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله. قال زيد: ما أفرّ إلا من