مُدُّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- له أهميةٌ كبرى في الشريعةِ الإسلامية، وقد توارث المسلمون المدّ المعدل من مدّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقد عدّلتُ مدّي بمدّ شيخي عبيد اللَّه الرحماني المباركفوري رحمه اللَّه تعالى، وهو قد عَدَّل مُدَّه بمُدّ الشيخ أحمد اللَّه الدّهلوي، وهو عدّلَ مُدَّه بمُدّ الحافظ محمود البهوفالي، وهو عدَّل مُدَّه بمُدِّ الشيخ محمد أيوب قاضي ولاية بهوبال، وهو عَدَّل مُدَّه بمُدّ الشيخ أبي سليمان محمد إسحاق الدهلوي، وهو عدَّل مُدَّه بمُدّ الشيخ محمد رفيع الدين الدهلوي، وهو عَدَّل مُدَّه بمُدِّ الحافظ محمد حيات الحنبلي قال: وأما سندُنا بالمد النبوي -صلى اللَّه عليه وسلم- فإني عدّلتُ مُدّي بالمُدّ الذي عدَّلَه شيخي أمير المحدثين أبو الحسن بن محمد صادق بالمُدّ الذي كتب عليه بالفضّة:
"الحمدُ للَّه، أمرَ بتعديل هذا المُدّ المبارك مولانا أمير المسلمين أبو الحسن بن مولانا أمير المسلمين أبي سعيد بن مولانا أبي يوسف بن عبد الحق على المد الذي أمر بتعديله مولانا أبو يعقوب رحمه اللَّه على المُدّ الذي عَدَّلَ الحسين بن يحيى اليشكري، بمُدّ إبراهيم بن عبد الرحمن النجاشي، الذي عدَّلَه بمُدّ الشيخ أبي علي منصور بن يوسف القوَّاض، وكان أبو علي عدّل مُدَّه بمُدّ أبي جعفر أحمد بن علي ابن عربون، وعدّلَ أبو جعفر مُدَّه بمُدّ الفقيه القاضي أبي جعفر أحمد بن أَخْطَل، وعدَّلَ أبو جعفر مُدَّه بمُدّ خالد بن إسماعيل، وعَدَّلَ خالد بن إسماعيل مُدَّه بمُدّ أبي بكر أحمد بن حنبل، وعدَّلَ أبو بكر مُدَّه بمُدّ أبي إسحاق إبراهيم بن شنظير وبمُدِّ أبي جعفر بن ميمون وكانا عَدَّلَا مُدَّهُمَا بمُدِّ زيدِ بن ثابتٍ صاحبِ رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وهذا هو المُدُّ الذي قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في حقّه: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لنَا فِي صَاعِنَا، وفي مُدِّنَا". رواه الشيخان -البخاري ومسلم- وأصحاب الحديث، وكان -صلى اللَّه عليه وسلم- يتوضأ بهذا المُدِّ ويغتسلُ بالصَّاعِ.
وقال الحافظ محمد حيات: صاع أمير المسلمين أبي الحسن كان موجودًا في المدينة المنورة عند شيخنا، وقال: إنه كان ملكا من ملوك المغرب، وأخبرنا شيخُنا أن أحمد بن حنبل هذا غير الإمام المشهور أبي عبد اللَّه أحمد بن حنبل الشيباني صاحب المسند، والصاع أربعة أمداد بهذا المُدّ عند الشافعي ومالك وأحمد، وأما