عبد الله بن الحِرماز، فجعلها خلف ظهره، فلما قدم ولم يجدها في بيته، وأخبر أنها نشزت عليه، وأنها عادت بمطرِّف بن بُهْصل، فأتاه، فقال: يا ابن عم، أعندك امرأتي معاذة؟ فادفعها إلي، قال: ليست عندي، ولو كانت عندي لم أدفعها إليك، قال: وكان مطرّف أعز منه، فخرج حتى أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فعاذ به وأنشأ يقول:
يا سيدَ الناس وديَّان العرب ... إليك أشكو ذِربةً من الذِّربْ
كالذئبة الغَبْشاء في ظل السربْ ... خرجتُ أبغيها الطعام في رجبْ
فخلفتني بنزاع وهربْ ... أخلفتِ العهدَ ولطَّت بالذنبْ
وقذفتني بن عِيْص مؤتشبْ ... وهن شر غالب لمن غلبْ
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: "وهن شر غالب لمن غلب"، فشكا إليه امرأته وما صنعت به، وأنها عند رجل منهم يقال له: مطرف بن بهصل، فكتب له النبي - صلى الله عليه وسلم -: إلى مطرف، انظر امرأة هذا معاذة فادفعها إليه، فأتاه كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقريء عليه، فقال لها: يا معاذة، هذا كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فيك، فأنا دافعك إليه، قالت: خذ لي عليه العهد والميثاق وذمة نبيه: لا يعاقبني فيما صنعت، فأخذ لها ذاك عليه، ودفعها مطرف إليه، فأنشاء يقول:
لعمرك ما حبي معاذة بالذي ... يُغيره الواشي ولا قِدمُ العهد
ولا سوء ما جاءت به إذ أزالها ... غُواة الرجال، إذ يُناجونها بعدي
ورجاله كلهم مجهولون غير شيخ عبد الله وهو العباس بن عبد العظيم العنبري أبو الفضل البصري حافظ ثقة من رجال مسلم.
وإليه أشار الهيثمي في "المجمع" (٤/ ٣٣٠ - ٣٣١) وفيه جماعة لم أعرفهم.
وله طريق آخر عنده (٦٨٨٥) وعند أبي يعلى (٦٨٧١) والبيهقي (١٠/ ٢٤٠) وفيه أيضا مجهولون مع اضطراب في إسناده.
٤٠ - باب لا يدخل بأهله قبل أن يُعطيها شيئا
• عن علي قال: لما تزوجت فاطمة فقلت: يا رسول الله، ابن لي، قال: "أعطها شيئا" قلت: ما عندي من شيء. قال: فأين درعك الحطمية" قلت: هي عندي. قال: "فأعطها إياه".
صحيح: رواه النسائي (٣٣٧٥) والبيهقي (٧/ ٢٥٢) كلاهما من حديث هشام بن عبد الملك، قال: حدثنا حماد، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن عليًّا قال: فذكره. وإسناده صحيح. وحماد هو ابن سلمة.