للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جهلتم فكِلوه على عالمه".

حسن: رواه عبد الرزاق (٢٠٣٦٧)، وأحمد (٦٧٤١)، والبخاري في خلق أفعال العباد (٢١٨)، والبغوي في شرح السنة (١٢١) كلهم من طريق معمر، عن الزهري، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده فذكره.

وإسناده حسن من أجل الكلام في عمرو بن شعيب فإنه حسن الحديث.

٨ - باب كتابة القرآن كله في عهد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مع حفظه في الصدور

قال اللَّه تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [سورة القيامة: ١٧]

والمراد بالجمع هنا الحفظ. كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- سيد الحفاظ، ويليه جماعة من الصحابة الذين حفظوا القرآن لا يُعرف عددُهم، وهم كثيرون. والمعنى الثاني للجمع هو الكتابة ولم يمت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلا أن القرآن كله كان مكتوبا على العسب، وجريد النخل، واللحاف، وصفائح الحجارة، والرقاع، والأدُم، والأكتاف، والعظام، والأقتاب وغيرها من وسائل الكتابة. وكان محفوظا في بيته -صلى اللَّه عليه وسلم- بدون ترتيب في مصحف واحد.

• عن البراء بن عازب يقول في هذه الآية: "لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل اللَّه" فأمر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- زيدا، فجاء بكتفٍ يكتبها، فشكا ابنُ أم مكتوم ضرارتَه فنزلتْ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: ٩٥]

متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٢٨٣١)، ومسلم في الإمارة (١٨٩٨: ١٤١) كلاهما من طريق شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: فذكره. واللفظ لمسلم.

ورواه البخاريّ في فضائل القرآن (٤٩٩٠) عن عبيد اللَّه بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: لما نزلت "لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل اللَّه" قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ادع لي زيدا، ولْيَجئْ باللوح والدواة والكتف، أو الكتف والدواة" ثم قال: "اكتبْ: لا يستوي القاعدون"، وخلف ظهر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عمرو بن أم مكتوم الأعمى، قال: يا رسول اللَّه فما تأمرني؟ فإني رجل ضرير البصر، فنزلتْ مكانها: لا يستوي القاعدون من المؤمنين، والمجاهدون في سبيل اللَّه غير أولي الضرر.

إلا أنه وقع فيه تقديم وتأخير، فقوله: "غير أولي الضرر" متعلق بقوله: "لا يستوي القاعدون من المؤمنين" لأن الآية هكذا {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}. وقوله: "الكتف" هو العظم.

٩ - باب من كتب الوحي في عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-

• عن أنس قال: جمع القرآن على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أربعة، كلهم من الأنصار:

<<  <  ج: ص:  >  >>