وصحّحه الحاكم (٤/ ١٣٧) كلهم من طريق سفيان بن عيينة، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: فذكرته.
واختلف على معمر في وصل هذا الحديث وإرساله فوصله ابن عيينة، وأرسله عبد الرزاق (١٩٥٨٣) وابن المبارك عند الترمذي (١٨٩٦) كلاهما عن معمر، عن الزهري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا.
وتوبع معمر على إرساله فتابعه يونس بن يزيد الأيلي عند ابن أبي شيبة (٢٤٦٧٦) والترمذي (١٨٩٦) عن الزهري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا.
ولذا رجّح الأئمةُ المرسلَ على الموصول كالترمذي، وأبي زرعة، والدارقطني.
وقال الذهبي عن الموصول: "لم يروه معمر باليمن".
وهذا المرسل يقّوي حديث ابن عباس.
وقد روي موصولًا أيضا من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، رواه الحاكم (٤/ ١٣٧) إلا أن في إسناده عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة وهو متروك.
[١٢ - باب صفة شرب رسول - صلى الله عليه وسلم -.]
• عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتنفس في الإناء ثلاثًا.
وفي رواية: ويقول: إنه أروى وأبرأ وأمرأ.
متفق عليه: رواه البخاري في الأشربة (٥٦٣١) ومسلم في الأشربة (١٢٢: ٢٠٢٨) كلاهما من طريق عزرة بن ثابت، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس قال: فذكره. والزيادة رواها مسلم في الأشربة (١٢٣: ٢٠٢٨) من طريق أبي عصام عن أنس به.
وجاء عند البخاري: "كان أنس يتنفس في الإناء مرتين أو ثلاثا".
فهذا يحمل على أنه فعل ذلك أحيانًا لبعض الأحوال الطارئة، وأن الشرب بثلاثة أنفاس هو الصحيح.
قوله: "أروى" أي أكثر ريًا.
وقوله: "أمرأ" أي أسرع وأهضم.
وقوله: "أبرأ" أي أكثر برءا أي صحة للبدن.
وأما ما روي عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا شرب تنفس مرتين، فهو ضعيف. رواه الترمذي في السنن (١٨٨٦) وفي الشمائل (٢١٣) وابن ماجه (٣٤١٧) وأحمد (٢٥٧٨) كلهم من طريق رشدين بن كريب، عن أبيه، عن ابن عباس قال: فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن كريب. أي ضعيف، لأن رشدين بن كريب ضعيف باتفاق أهل العلم.