للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢ - باب قوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٢)}

{وَجِلَتْ} أي خافت وانقادت لأمره، وخضعت لذكره.

وقوله: {زَادَتْهُمْ إِيمَانً} أي تصديقا ويقينا.

قال عمير بن حبيب -وكانت له صحبة-: إن للإيمان زيادة ونقصانا. وقيل فما زيادته؟ قال: إذا ذكرنا اللَّه عزّ وجلّ وحمدناه، فذلك زيادته، وإذا سهونا، وغفلنا، فذلك نقصانه. ذكره البغوي.

وقال ابن عباس: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٢)} قال: "المنافقون لا يدخل قلوبهم شيء من ذكر اللَّه عند أداء فرائضه، ولا يؤمنون بشيء من آيات اللَّه، ولا يتوكلون على اللَّه، ولا يصلّون إذا غابوا، ولا يؤدُّون زكاة أموالهم. فأخبر اللَّه سبحانه أنهم ليسوا بمؤمنين، ثم وصف المؤمنين فقال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ}، فأدوا فرائضه {وإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} يقول: تصديقًا {وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٢) يقول: لا يرجون غيره.

رواه الطبري في التفسير (١١/ ٢٧ - ٢٨)، قال: حدثني المثنى، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس فذكره.

٣ - باب قوله: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٤)}

• عن أبي سعيد الخدري، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم، كما تتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب، لتفاضل ما بينهم". قالوا: "يا رسول اللَّه، تلك منازل الأنبياء، لا يبلغها غيرهم. قال: "بلى والذي نفسي بيده، رجال آمنوا باللَّه وصدقوا المرسلين".

متفق عليه: رواه البخاريّ في بدء الخلق (٣٢٥٦)، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٣١) كلاهما من طريق مالك بن أنس، عن صفوان بن سُليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.

ولم يذكره يحيى بن يحيى في موطئه.

٤ - باب قوله: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (٧)}

قوله: {إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ} أي الفريقين، إحداهما أبو سفيان مع العير، والأخرى: أبو جهل مع النفير.

<<  <  ج: ص:  >  >>