• عن ابن عباس في قوله تعالى:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} قال: "أُنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى السّماء الدّنيا، فكان بموقع النّجوم، فكان اللَّه ينزل على رسوله بعضه إثر بعض".
صحيح: رواه ابن جرير في تفسيره (٢٤/ ٥٤٣)، والنسائيّ في السنن الكبرى (١١٦٨٩)، وابن الضريس في "فضائل القرآن"، والحاكم (٢/ ٢٢٢) كلّهم من طريق جرير، عن منصور، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
قال الحاكم:"صحيح على شرطهما".
• عن ابن عباس قال: قال له رجل: إنّه وقع في قلبي الشّك من قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}[سورة البقرة: ١٨٥]، وقوله تعالى:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ}[سورة الدخان: ٣]، وقوله تعالى:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}[سورة القدر: ١]، وقد أنزل اللَّه في شوال، وذي القعدة وغيره؟ ! قال: إنّما نزل في رمضان في ليلة القدر وليلة مباركة جملة واحدة، ثم أنزل على مواقع النّجوم رتلا في الشهور والأيام".
حسن: رواه ابن جرير الطّبريّ (٣/ ١٩٢)، وابن أبي حاتم في تفسيره (١/ ٣١٠)، والبيهقيّ في الأسماء والصّفات (٥٠١) كلّهم من طريق عبيد اللَّه بن موسى، عن إسرائيل، عن السُّديّ، عن محمد بن أبي المجالد، عن مقسم، عن ابن عباس، فذكره، واللّفظ لابن جرير.
وإسناده حسن من أجل السّدي وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السُّدي -بضم السين، وتشديد الدّال- مختلف فيه، فكذّبه الجوزجاني لتشيّعه، ومشاه الآخرون، وهو حسن الحديث.
وأمّا ما رُوي عن ابن عباس قال: "نزل القرآن في ليلة من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة، ثم فرق في السنين، قال: وتلا ابنُ عباس هذه الآية {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ}[سورة الواقعة: ٧٥] قال: نزل مفرّقًا". فهو ضعيف.
رواه ابن جرير (٢٤/ ٥٤٣)، والحاكم (٢/ ٥٣٠)، وعنه البيهقيّ في الشعب (٢٢٥٠) كلّهم من طريق حصين، عن حكيم بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
وحكيم بن جبير الأسديّ ضعيف عند جماهير أهل العلم.
٩ - باب مدّة نزول القرآن على النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-
• عن ابن عباس، قال: "بُعث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لأربعين سنة، فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه، ثم أُمر بالهجرة، فهاجر عشر سنين، ومات وهو ابن ثلاث وستين".