وما روي من أنه لم يزل يجهر بها فباطل.
الرابع: أنه رُوي عن ابن عباس ما يعارض ذلك ثمّ ذكر الحديث. انظر: "نصب الراية" (١/ ٣٤٧).
وكذلك ما رُوي عن ابن عبد الله بن مغفل قال: سَمِعني أبي وأنا أقرأُ، فقال: أي بُنيَّ محدثٌ، إياك والحدثَ قال: ولم أر أحدًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أبغضَ إليه الحدثُ في الإسلام - يعني منه - قال: وقد صليتُ مع النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - ومع أبي بكر ومع عمر ومع عثمان فلم أسمع أحدًا منهم يقولها، فلا تقلْها، إذا أنت صليتَ فقل: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
رواه الترمذيّ (٢٤٤)، والنسائي (٢/ ١٣٥)، وابن ماجة (٨١٥) كلّهم من طريق قيس بن عَبَايَة أبي نُعامة الحنفيّ، عن ابن عبد الله بن مغفل فذكر مثله.
وفي رواية النسائيّ: صليتُ خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وخلف أبي بكر، وخلف عمر، رضي الله عنهما فما سمعتُ أحدًا منهم قرأ. قال الترمذيّ: حسن.
قلت: الصواب أنه ضعيف، فإن ابن عبد الله بن مغفل مجهول، ولم يوثقه أحد، واسمه يزيد كما في رواية الإمام أحمد (١٦٧٨٧) فإنه أخرجه من طريق قيس بن عَبَاية به مثله.
إِلَّا أنه لم يصرح باسمه في الن، ولذا لم يترجمه صاحب التهذيب باسم يزيد بن عبد الله، وإنما ذكره فقط في الأبناء بدون أن يترجم له.
قال النوويّ في "الخلاصة" (١١٣٩) بعد أن نقل من الترمذيّ تحسين الحديث: "ولكن أنكر عليه الحفاظ وقالوا: هو حديث ضعيف، لأن مداره على ابن عبد الله بن مغفل، وهو مجهول.
وممن صرَّح بهذا ابن خزيمة، وابن عبد البر، والخطيب البغداديّ، وآخرون، ونُسب الترمذيّ فيه إلى التساهل"، إِلَّا أن الزيلعي وافق على تحسين الترمذيّ، لأن يزيد هذا روى عنه ثلاثة، وبرواية هؤلاء ترتفع الجهالة وقال: والذين تكلموا فيه وتركوا الاحتجاج به لجهالة ابن عبد الله بن مغفل قد احتجوا في هذه المسألة بما هو أضعف منه. انتهى. "نصب الراية" (١/ ٣٣٢).
ومع هذا كله فإن جهالة الحال لا ترتفع إِلَّا بتوثيق أحد الأئمة، ويزيد بن عبد الله بن مغفل هذا لم يترجمه البخاريّ، ولا ابن أبي حاتم، ولا ابن حبان في الثّقات، مع تساهله في ذكر المجاهيل.
[١٤ - باب ما جاء في القراءة آية آية]
• عن أم سلمة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقطع قراءته يقول: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ثمّ يقف، ثمّ يقول: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ثمّ يقف ثمّ يقول: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ثمّ يقف، ثمّ يقول: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} هكذا يقطعه قراءته آية آية.
صحيح: رواه أبو داود (٤٠٠١)، والتِّرمذيّ (٢٩٢٧) كلاهما من طريق يحيى بن سعيد