بطوله مذكور في الحدود.
تنبيه: سقط في مطبوعة صحيح مسلم "عن أبيه" يعني يحيى بن يعلى عن أبيه، عن غيلان والصواب ما أثبتناه من تحفة الأشراف والنكت الظراف وهو الذي صوّبه أيضًا القاضي عياض.
[٩٣ - باب في فضل محمد بن مسلمة الأنصاري]
• عن حذيفة بن اليمان قال: ما أحد من الناس تدركه الفتنة إِلَّا أنا أخاف عليه إِلَّا محمد بن مسلمة فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تضرّك الفتنة".
حسن: رواه أبو داود (٤٦٦٣)، وابن أبي شيبة (٣٨٣٩٣) كلاهما من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا هشام، عن محمد - هو ابن سيرين - قال: قال حذيفة فذكره.
وابن سيرين لم يدرك حذيفة بن اليمان، قاله المزي كما في تحفة التحصيل.
وهو كما قال فإن محمد بن سيرين ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، ومات حذيفة في أول خلافة عليّ رضي الله عنه سنة ٣٦ هـ فعلى هذا يكون عمر ابن سيرين عند موت حذيفة ثلاث أو أربع سنوات، ولكن يقوّيه ما روي موقوفًا:
عن ثعلبة بن ضبيعة قال: دخلنا على حذيفة، فقال: إني لأعرف رجلًا لا تضره الفتن شيئًا، قال: فخرجنا فإذا فسطاط مضروب، فدخلنا، فإذا فيه محمد بن مسلمة، فسألناه عن ذلك، فقال: ما أريد أن يشتمل عليّ شيء من أمصارهم حتَّى تنجلي عما انجلت.
رواه أبو داود (٤٦٦٤)، وصحّحه الحاكم (٣/ ٤٣٣ - ٤٣٤) كلاهما من طريق شعبة، عن الأشعث بن سليم، عن أبي بردة، عن ثعلبة بن ضبيعة قال: فذكره.
وثعلبة بن ضبيعة ويقال: ضبيعة بن حصين لم يرو عنه غير أبي بردة، ولم يوثّقه إِلَّا ابن حبَّان، لذا قال عنه الحافظ في التقريب: "مقبول" يعني عند المتابعة.
ولم أجد له متابعًا ولكن يقوّيه ما قبله.
ومحمد بن مسلمة بن سلمة الأوسي الأنصاري هو أبو عبد الرحمن المدني حليف بني عبد الأشهل ولد قبل البعثة باثنتين وعشرين سنة، وهو ممن سمي في الجاهلية "محمدًا".
أسلم قديمًا على يدي مصعب بن عمير قبل سعد بن معاذ وآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين أبي عبيدة وشهد المشاهد بدرًا وما بعدها إِلَّا غزوة تبوك فإنه تخلف بإذن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - له أن يقيم بالمدينة وكان ممن ذهب إلى قتل كعب بن الأشرف وإلى ابن أبي الحقيق وقال ابن عبد البر: كان من فضلاء الصّحابة واستخلفه النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - على المدينة في بعض غزواته وكان ممن اعتزل الفتنة فلم يشهد الجمل ولا صفين.
مات بالمدينة في صفر سنة ست وأربعين وهو ابن سبع وسبعين سنة وقيل: مات سنة ثلاث وأربعين.