للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧ - باب أن عائشة فهمتْ من قول علي بن أبي طالب أنه ممن أساء الظن بها

• عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: أَبَلَغَكَ أَنَّ عَلِيًّا، كَانَ فِيمَنْ قَذَفَ عَائِشَةَ، قُلْتُ: لَا. وَلَكِنْ قَدْ أَخْبَرَنِي رَجُلَانِ مِنْ قَوْمِكِ - أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الزَحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ - أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لَهُمَا: كَانَ عَلِيٌّ مُسَلِّمًا فِي شَأنِهَا.

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤١٤٢) عن عبد الله بن محمد، قال: أملى على هشام بن يوسف من حفظه قال: أخبرنا معمر، عن الزهري قال: فذكره.

[٨ - صفوان بن المعطل يعدو على حسان]

روي عن محمد بن إبراهيم التميمي أنه قال: وكان حسان بن ثابت قد كثر على صفوان بن المعطل في شأن عائشة ثم قال بيت شعر يعرض به فيه وبأشباهه فقال:

أمسى الجلابيب قد عزوا وقد كثروا ... وابن الفريعة أمسى بيضة البلد

فاعترضه صفوان ليلة، وهو آت من عند أخواله بني ساعدة فضربه بالسيف على رأسه، فيعدوا عليه ثابت بن قيس بن شماس، فجمع يديه إلى عنقه بحبل أسود، وانطلق به إلى دار بني حارثة، فلقيه عبد الله بن رواحة، فقال له: ما هذا؟ فقال: ما أعجبك عدا على حسان بالسيف، فوالله ما أراه إلا قد قتله، فقال: هل علم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما صنعت به؟ فقال: لا، فقال: والله لقد اجترأت، خل سبيله، فستغدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكروا له ذلك، فقال: "أين ابن المعطل؟ " فقام إليه، فقال: ها أنذا يا رسول الله، فقال: "ما دعاك إلى ما صنعت؟ " فقال: يا رسول الله أذاني وكثر علي، ولم يرض حتى عرض في الهجاء، فاحتملني الغضب وها أنا ذا، فما كان علي من حق فخذني به، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ادعو إلي حسان" فأتي به، فقال: يا حسان! اتشوهت على قومك أن هداهم الله للإسلام، يقول: تنفست عليهم، يا حسان أحسن فيما أصابك، فقال: هي لك يا رسول الله، فأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيرين القبطية فولدت له عبد الرحمن بن حسان، وأعطاه أرضًا كانت لأبي طلحة تصدق بها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

رواه البيهقي في الدلائل (٤/ ٧٤ - ٧٥) من حديث يونس، عن ابن إسحاق، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم التميمي فذكره. وهو عند سيرة ابن هشام (٢/ ٣٠٥).

وفيه: وكانت عائشة تقول: لقد سئل عن ابن المعطل فوجدوه رجلًا حصورًا ما يأتي النساء، ثم قتل بعد ذلك شهيدًا. وهذا مرسل.

<<  <  ج: ص:  >  >>