للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٤١ - تفسير سورة فصلت وهي مكية، وعدد آياتها ٥٤]

١ - باب قوله: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٩) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (١٠) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (١١) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (١٢) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (١٣)}

قال المنهال، عن سعيد بن جبير قال: قال رجل لابن عباس: إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي، قال: {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: ١٠١]، {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات: ٢٧]، {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء: ٤٢]، {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: ٢٣]، فقد كتموا في هذه الآية؟ . وقال: {أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا} إلى قوله {دَحَاهَا} [النازعات: ٢٧ - ٣٠]، فذكر خلق السماء قبل خلق الأرض، ثمّ قال: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} إلى قوله {طَائِعِينَ} [فصلت: ٩ - ١١]، فذكر في هذه خلق الأرض قبل السماء. وقال: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: ٩٦]، {عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: ٥٦]، {سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: ٥٨]، فكأنه كان ثمّ مضى؟

فقال: {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ} [المؤمنون: ١٠١] في النفخة الأولى، ثمّ ينفخ في الصّور: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر: ٦٨]، فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون، ثمّ في النفخة الآخرة: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات: ٢٧]، وأمّا قوله: {مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: ٢٣]، {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء: ٤٢] فإن الله يغفر لأهل الإخلاص ذنوبهم، وقال المشركون: تعالوا نقول لم نكن مشركين، فخُتم على أفواههم، فتنطق أيديهم، فعند ذلك عُرِف أن الله لا يُكتَم حديثًا، وعنده: {يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: ٤٢] الآية. وخلق الأرض في يومين، ثمّ خلق السماء، ثمّ استوى إلى السماء، فسواهن في يومين آخرين، ثمّ دحا الأرض، ودحوها أن أخرج منها الماء والمرعى، وخلق الجبال والجمال والآكام وما بينهما في يومين آخرين، فذلك قوله، {دَحَاهَا} وقوله: {خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ}، فجُعلت الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام، وخُلقت السموات في يومين: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: ٩٦]، سمَّى نفسه بذلك، وذلك قوله أي لم يزل كذلك، فإن الله لم يرد شيئًا إِلَّا أصاب به الذي أراد، فلا يختلف عليك القرآن،

<<  <  ج: ص:  >  >>