حتى قرأ عليه الكتاب فقال: "أتعرف هذا الكتاب؟ " قال: نعم، قال: "فما حملك على ذلك؟ " قال: هناك ولدي وذو قرابتي وكنت امرءًا غريبًا فيكم مدثر قريش فقال عمر: ائذن لي في قتل حاطب فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا لأنه قد شهد بدرًا وأنك لا تدري لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم إني غافر لكم".
حسن: رواه الطبراني في الكبير (٣/ ٢٠٦) والحاكم في المستدرك (٣/ ٣٠١) كلاهما من حديث موسى بن هارون، عن هاشم بن الحارث، عن عبيد الله بن عمرو، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل إسحاق بن راشد فإن له أوهامًا في روايته عن الزهري.
إلا أنه لم يَهِمْ في هذا الحديث لشواهده.
وعبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة لم يدرك القصة، وله رؤية فقط، ولذا عُدَّ حديثه من مراسيل الصحابة، وأنه بالتأكيد سمع هذا من أبيه. والله أعلم.
[٦ - باب وقت خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة بجيش عدده عشرة آلاف]
• عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج في رمضان من المدينة، ومعه عشرة آلاف، وذلك على رأس ثمان سنين ونصف، من مقدمه المدينة، فصار هو ومن معه من المسلمين إلى مكة يصوم ويصومون، حتى بلغ الكديد - وهو ماء بين عسفان وقديد - أفطر وأفطروا.
قال الزهري: وإنما يؤخذ من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الآخر فالآخر، هذا لفظ البخاري. واختصره مسلم وزاد: قال الزهري: فصبّح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة لثلاث عشرة ليلة.
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٢٧٦) ومسلم في الصيام (٥٠٠.: ١١١٣) كلاهما من حديث عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس فذكره.
وأحال مسلم لفظ الحديث على الإسناد السابق وهو ما رواه من أوجه عن الليث، عن الزهري وليس فيه ذكر عدد الجيش وعام الخروج، وإنما فيه وقت دخول مكة.
ورواه محمد بن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (٢/ ٣٩٩ - ٤٠٠) مطولًا كما سيأتي.
• عن ابن عباس قال: ثم مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واستخلف على المدينة أبا رهم كلثوم بن حصين الغفاري، وخرج لعشر مضين من شهر رمضان، فصام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -