فذكره. وإسناده صحيح.
قال الهيثمي في المجمع (٨/ ٦٦): "رجال أحمد رجال الصحيح".
وفي معناه ما روي عن أبي هريرة، أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا يحل لمؤمن أن يهجر مؤمنا فوق ثلاث، فإن مرت به ثلاث، فليلقه فليسلم عليه، فإن رد عليه السلام فقد اشتركا في الأجر، وإن لم يردعليه فقد باء بالإثم"
رواه أبو داود (٤٩١٢)، والبخاري في الأدب المفرد (٤١٤)، والبيهقي في الشعب (٦١٩٥) كلهم من طرق عن محمد بن هلال بن أبي هلال، قال: حدثني أبي، عن أبي هريرة، فذكره.
وهلال بن أبي هلال مجهول، قال أحمد: "لا أعرفه"، ومع ذلك قال الحافظ ابن حجر في الفتح (١٠/ ٤٩٥): "رواه أبو داود بسند صحيح".
ولو قال رحمه اللَّه: "حديث صحيح" لَحُمِل على الشواهد.
• عن أبي خراش السلمي، أنه سمع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه"
صحيح: رواه أبو داود (٤٩١٥)، وأحمد (١٧٩٣٥)، وصحّحه الحاكم (٤/ ١٦٣) كلهم من طرق عن حيوة، عن أبي عثمان الوليد بن أبي الوليد، عن عمران بن أبي أنس، عن أبي خراش السلمي، فذكره. وإسناده صحيح.
وصحّح إسناده أيضًا العراقي في تخريج أحاديث الاحياء (٣/ ١٥٦).
الوعيد الذي في هذه الأحاديث لمن هجر أخاه المسلم بدون سبب شرعي، أما من هجر بسبب شرعي فلا شيء عليه.
قال أبو داود: "النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- هجر بعض نسائه أربعين يوما، وابن عمر هجر ابنا له إلى أن مات". وقال: "إذا كانت الهجرة للَّه فليس هذا بشيء، وإن عمر بن عبد العزيز غطّى وجهه عن رجلٍ".
[٢٠ - باب النهي عن الحديث بكل ما يسمع]
• عن أبي هريرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع".
صحيح: رواه مسلم في المقدمة (٥) متصلا عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا علي بن حفص، حدّثنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، فذكره. وهذه الرواية الثانية عند مسلم.
وكذلك رواه أبو داود (٤٩٩٢) عن محمد بن الحسن، حدّثنا علي بن حفص بإسناده متصلا.
قال أبو داود: "لم يُسند إلا هذا الشيخ يعني: علي بن حفص المدائني.
قلنا: لا يضر تفرد علي بن حفص المدائني فهو ممن وثّقه علي بن المديني وأبو داود نفسه،