للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال عمرو (هو ابن دينار): هم قريش، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - نعمة الله. {وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} قال: النار يوم بدر.

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٣٩٧٧) عن الحميدي، حدثنا سفيان (وهو ابن عيينة)، حدثنا عمرو (هو ابن دينار)، عن عطاء (هو ابن رباح) عن ابن عباس، فذكره.

• عن أبي الطفيل، سمع عليا وسأله ابن الكواء عن هذه الآية: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (٢٨) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (٢٩)} قال: هم كفار قريش يوم بدر.

صحيح رواه النسائي في الكبرى (١١٢٠٣)، وابن جرير الطبري في تفسيره (١٣/ ٦٧٢)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٧/ ٢٢٤٦) كلهم من طريق شعبة، عن القاسم بن أبي بزة، عن أبي الطفيل، فذكره.

وإسناده صحيح.

ورواه الحاكم (٢/ ٣٥٢) من وجه آخر عن أبي الطفيل عامر بن واثلة به.

وقال: "هذا حديث صحيح عال".

٩ - باب قوله: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (٣٥) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٦)}

قوله: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا} استجاب الله دعاء إبراهيم عليه السلام فجعل مكة بلدا آمنا كما قال تعالى في سورة العنكبوت [٦٧] وقال في سورة آل عمران [٩٧] {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}.

قوله: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} أي أبعدني، أمرٌ من الثلاثي المجرد يقال: جنبه الشيء إذا جعله جانبا عنه أي أبعده عنه. استجاب الله دعاءه فيه وفي أولاده من صلبه وهما إسماعيل وإسحاق، فلم يقع منهم الشرك وعبادة الأصنام، وهذا الدعاء كان منه للتثبت على التوحيد لما رأى أن كثيرا من الناس ابتلوا بعبادة الأصنام مثل ودّ وسواع ويغوث ويعوق ونسر أصنام قوم نوح، ومثل الأصنام التي عبدها قوم إبراهيم في العراق، ومثل الأصنام التي عبدها أقوام أخرى في فلسطين والشام ومصر كما يدل عليه قوله: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ} لا أنه كان خائفا من الوقوع في الشرك وعبادة الأصنام، لأن الأنبياء معصومون عن الشرك بالله.

وقد فهم بعض المفسرين من قوله: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ} بأن الشرك كان قد وقع في مكة قبل إبراهيم عليه السلام، واستدلوا في ذلك بآية من سورة البقرة [١٢٥]: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ

<<  <  ج: ص:  >  >>