للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأسطوانة التوبة: هي التي شدّ أبو لبابة بن عبد المنذر عليها، وهي على غير القبلة. كما قاله ابن خزيمة.

٣ - باب اعتكاف النبيّ - صلى الله عليه وسلم - شهر رمضان كاملًا طلبًا لليلة القدر

• عن أبي سلمة قال: انطلقتُ إلى أبي سعيد الخدري، فقلت: ألا تخرجُ بنا إلى النّخل نتحدَّث؟ فخرج، فقال: قلتُ حدِّثني ما سمعتَ من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في ليلة القدر؟ قال: اعتكف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عشر الأوّل من رمضان، واعتكفنا معه، فأتاه جبريل، فقال: إنّ الذي تطلبُ أمامَك, فاعتكف العشر الأوسط، فاعتكفنا معه، فأتاه جبريل فقال: إنّ الذي تطلبُ أمامَك. قام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - خطيبًا صبيحة عشرين من رمضان، فقال: "من اعتكف مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فليرْجِع، فإنّي أُريتُ ليلة القدر وإنّي نسيهُا، وإنّها في العشْر الأواخر في وتر، وإني رأيتُ كأنّي أسجُد في طين وماء". وكان سقفُ المسجد جريد النّخل، وما نرى في السماء شيئًا، فجاءت قزعةٌ فأُمطرنا، فصلَّي بنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حتى رأيتُ أثرَ الطِّين والماء على جبهة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأَرْنبتِه، تصديقَ رؤياه.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الصلاة (٨١٣) عن موسى، قال: حدثنا همام، عن يحيى، عن أبي سلمة، قال (فذكره).

ورواه مسلم في الصيام (٢١٦: ١١٦٧) من وجه آخر عن يحيي، به إلا أنه لم يذكر فيه العشر الأول.

قوله: "أُريتُ ليلة القدر" فيه إشارة إلى الرؤية المنامية.

وقد تحققت الرؤية في تلك السنة في ليلة الإحدي والعشرين كما ذكر أبو سعيد الخدري رضي الله عنه.

• عن أبي سعيد الخدريّ، قال: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتكف العشر الأوّل من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط في قبّة تُركيّة على سُدَّتها حصير. قال: فأخذ الحصير بيده فنحّاها في ناحية القبّة. ثم أطلع رأسه فكلّم الناس فدنوا منه، فقال: "إنّي أعتكفُ العَشْر الأوّل، ألتمسُ هذه الليلة. ثم اعتكفتُ العشر الأوسط، ثم أُتيتُ فقيل لي: إنّها في العشر الأواخر. فمن أحبَّ منكم أن يعتكف فليعتكف".

فاعتكف الناسُ معه. قال: "وإنّي أُريتُها ليلَة وتر، وأنّي أسجدُ صبيحتَها في طين وماء" فأصبح من ليلة إحدى وعشرين، وقد قام إلى الصُّبح، فمطرت السماء. فوكف المسجد، فأبصرتُ الطّين والماء. فخرج حين فرغ من صلاة الصبح، وجبينه وروثهُ أنفه فيهما الطين والماء. وإذا هي ليلُه إحدى وعشرين من العشر الأواخر.

صحيح: رواه مسلم في الصيام (١١٦٧: ٢١٥) عن محمد بن عبد الأعلى، حدثنا المعتمر،

<<  <  ج: ص:  >  >>