وعبد الله بن مالك، وفروة بن الحصين بن فضالة، فأسلموا، فدعا لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخير وقال:"ابغوني رجلًا يعشركم أعقد لكم لواء"، فدخل طلحة بن عبيد الله، فعقد لهم لواء وجعل شعارهم يا عشرة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عمار بن عبد الله بن عبس الدئلي، عن عروة بن أذينة الليثي قال: بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن عيرًا لقريش أقبلت من الشام، فبعث بني عبس في سرية وعقد لهم لواء، فقالوا: يا رسول الله كيف نقسم غنيمة إن أصبناها ونحن تسعة؟ قال:"أنا عاشركم"، وجعلت الولاة اللواء الأعظم لواء الجماعة، والإمام لبني عبس ليست لهم راية.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني علي بن مسلم الليثي، عن المقبري، صت أبي هريرة قال: قدم ثلاثة نفر من بني عبس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: إنه قدم علينا قراؤنا فأخبرونا أنه لا إسلام لمن لا هجرة له، ولنا أموال ومواشٍ هي معاشنا، فإن كان لا إسلام لمن لا هجرة له بعناها وهاجرنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اتقوا الله حيث كنتم فلن يليتكم من أعمالكم شيئًا ولو كنتم بصمدٍ وجازان"، وسألهم عن خالد بن سنان، فقالوا: لا عقب له، فقال:"نبي ضيعه قومه"، ثم أنشأ يحدث أصحابه حديث خالد بن سنان.
أخرجه ابن سعد في الطبقات (١/ ٢٩٥ - ٢٩٦) عن الواقدي، وهو المتهم.
وقوله فيه:"إن عيرا لقريش أقبلت من الشام ... " يدل على أن ذلك كان قبل فتح مكة، وفي بعض فقراته غرابة.
[٨ - وفد بني ثعلبة في سنة ثمان]
قال الواقدي: حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم، عن رجل من بني ثعلبة، عن أبيه قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الجعرانة سنة ثمان، قدمنا عليه أربعة نفر، وقلنا: نحن رسل من خلفنا من قومنا، ونحن وهم مقرون بالإسلام، فأمر لنا بضيافة، وأقمنا أيامًا، ثم جئناه لنودعه، فقال لبلال:"أجزهم كما تجيز الوفد"، فجاء بنقر من فضة، وأعطى كل رجلٍ منا خمس أواقٍ، قال:"ليس عندنا دراهم"، فانصرفنا إلى بلادنا.
أخرجه ابن سعد في الطبقات (١/ ٢٩٨) وفيه مع الواقدي رجل لم يسم.
[٩ - وفد بني أسد، وكان في سنة تسع]
• عن ابن عباس قال: قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وفد بني أسد، فتكلموا، فأبانوا، فقالوا: يا رسول الله، قاتلتك مضر كلها، ولم نقاتلك، ولسنا بأقلهم عددا، ولا أَكَلِّهم شوكة، وصلنا رحمك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر وعمر حيث سمع كلامهم:"أيتكلمون هكذا؟ " قال: يا رسول الله، إن فقههم لقليل، وإن الشيطان