حاتم: "مجهول". وذكره ابن حبان في الثقات"، قلت: لكنه ذكره في الطبقة الثالثة كان يروي المقاطيع، فكأنه عنده لم يسمع من الصحابية المذكورة". انتهى قول ابن حجر.
وأما قول الهيثمي في "المجمع" (٣/ ١٥): "رواه أحمد ورجاله ثقات".
فهو اعتمادًا على توثيق ابن حبان.
والعجوز: هي أم عطية، وقصتها صحيحة من غير هذا الإسناد.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن معاذ بن جبل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما بعثه إلى اليمن، خرج عليه السلام، ومعاذ راكب، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي إلى جنب راحلته فقال: "يا معاذ! إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا فتمر بقبري ومسجدي" فبكي معاذ جشعًا لفراق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "لا تبك يا معاذ! فإن البكاء من الشيطان".
رواه البزار "كشف الأستار" (٨٠٤) عن العباس بن عبد الله، ثنا عبد القدوس بن الحجاج، ثنا صفوان بن عمرو، عن راشد بن سعد، عن معاذ بن جبل فذكره. وفيه انقطاع، فإن راشد بن سعد لم يلق معاذ بن جبل، وقد وصف بأنه كثير الإرسال، توفي عام (١٠٨ هـ) ولم يلق صغار الصحابة، فكيف بمعاذ بن جبل الذي توفي عام (١٨ هـ).
٢ - باب النّياحة من أمور الجاهلية
• عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية".
متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (١٢٩٨)، ومسلم في الإيمان (١٠٣) كلاهما من حديث الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله، فذكره.
وما رُوي عن أبي هريرة مثله ففيه عبد الله بن عبد القدوس وهو ضعيف ضعَّفه أبو داود، والنسائي وغيرهما، وتساهل فيه ابن حبان فذكره في "الثقات" (٧/ ٤٨).
ورواه الطبراني في "الأوسط" (٢١٤٣) من طريقه، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكر الحديث، قال الطبراني: "لم يرو عن الأعمش إلا عبد الله".
قلت: وعبد الله بن عبد القدوس ممن لا يحتمل تفرده وهو ضعيف، وقول الهيثمي في "المجمع" (٣/ ١٥): "فيه عبد الله بن عبد القدوس، وفيه كلام وقد وُثِّق" فهو اعتمادًا على إدخاله ابن حبان في "الثقات".
• عن أبي مالك الأشعري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أربع في أمتي من أمر الجاهلية، لا يتركونهن: الفَخْر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة".
وقال: "النائحة إذا لم تَتُب قبل موتها، تُقام يومَ القيامة، وعليها سِربال من