للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رواه ابن حبان في صحيحه (٢٤٨) عن الحسن بن سفيان، حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق، حدثنا سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن أبي سعيد، فذكر الحديث.

وابن إسحاق مدلّس وقد عنعن، ولم أقف على تصريح منه بالتحديث.

[٦٠ - باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم]

• عن أبي ذر، أنه سمع النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "ليس من رجل ادّعى لغير أبيه -وهو يعلمه- إلَّا كفر، ومن ادّعى قومًا ليس له فيهم فليتبوأ مقعده من النار".

متفق عليه: رواه البخاريّ في المناقب (٣٥٠٨)، ومسلم في الإيمان (٦١) كلاهما من حديث عبد الوارث، عن حسين المعلم، عن عبد اللَّه بن بريدة، قال: حدثني يحيى بن يعمر، أنّ أبا الأسود الدّيليّ حدّثه عن أبي ذر، فذكر الحديث، ولفظهما سواء، وزاد مسلم: "ومن دعا رجلًا بالكفر، أو قال: عدو اللَّه وليس كذلك، إِلَّا حار عليه".

وقوله: "حار عليه" أي باء ورجع.

• عن سعد بن أبي وقاص يقول: سمع أُذناي من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو يقول: "من ادّعى أبًا في الإسلام غير أبيه، يعلم أنّه غير أبيه، فالجنّة عليه حرام".

متفق عليه: رواه مسلم في الإيمان (٦٣) عن عمرو الناقد، حدثنا هشيم بن بشير، أخبرنا خالد الحذّاء، عن أبي عثمان، قال: لما ادُّعِي زياد، لقيتُ أبا بكرة فقلت له: ما هذا الذي صنعتُم؟ إني سمعت سعد بن أبي وقّاص يقول (فذكره). فقال أبو بكرة: وأنا سمعتُه من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.

ورواه البخاريّ في الفرائض (٦٧٦٦) من وجه آخر عن خالد، بإسناده مختصرًا.

وأما قول أبي عثمان: لما ادُّعِي زياد لقيتُ أبا بكرة، فقلت له: ما هذا الذي صنعتم، إني سمعتُ سعد بن أبي وقاص يقول: سمع أذناي من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو يقول: "من ادّعَى أبًا في الإسلام غير أبيه فالجنة عليه حرام"، فقال أبو بكرة: أنا سمعتُه من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فمعنى هذا الكلام الإنكار على أبي بكرة، وذلك أن زيادًا المذكور هو المعروف بزياد بن أبي سفيان، ويقال فيه: زياد بن أبيه، ويقال: زياد بن أمّه، وهو أخو أبي بكرة لأمّه، وكان يُعرف بزياد بن عبيد الثقفيّ، ثم ادّعاه معاوية بن أبي سفيان وألحقه بأبيه أبي سفيان، وصار من جملة أصحابه بعد أن كان من أصحاب عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، فلهذا قال أبو عثمان لأبي بكرة: ما هذا الذي صنعتم أي ما هذا الذي جرى من أخيك ما أقبحه وأعظم عقوبته! فإنَّ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- حرّم على فاعله الجنة. وقوله: "ادُّعي" ضبطناه بضم الدال وكسر العين مبني لما لم يسم فاعله، أي ادّعاه معاوية، ووجد بخطّ الحافظ أبي عامر العبدريّ:

<<  <  ج: ص:  >  >>