• عن ابن عباس قال: حدثني أبو سفيان من فيه إلى فيَّ قال: انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: فبينا أنا بالشام إذ جيء بكتاب من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى هرقل، وكان دحية الكلبي جاء به. . . فذكر القصة بالتفصيل، وجاء في كتاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-:
"بسم اللَّه الرحمن الرحيم، من محمد رسول اللَّه إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم لسلم، وأسلم يؤتك اللَّه أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيّين، {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ} وإلى قوله: {اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} ".
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٥٣) ومسلم في الجهاد والسير (١٧٧٣) كلاهما من حديث عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: أخبرني عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، قال: حدثني ابن عباس، قال: فذكره.
وفي هذا الحديث دليل على أن سورة آل عمران نزلت بعد الحديبية وقبل الفتح، وأخص منه قوله تعالى: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٦٤)}.
وأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قرأها أيضًا على وفد نجران الذين وفدوا على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد الفتح.
وفيه رد على قول محمد بن إسحاق وغيره بأن صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها نزلت في وفد نجران. وإن صح قوله فالآية الكريمة التي كتبها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى هرقل نزلت قبل وفد نجران بيقين.
• عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من حلف على يمينَ صَبْرٍ يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي اللَّه وهو عليه غضبان" فأنزل اللَّه تصديق ذلك: {إِنَّ