• عن ابن عباس أن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية، قال: فغنموا، وفيهم رجل، فقال لهم: إني لست منهم، عشقت امرأة فلحقتها، فدعوني أنظر إليها نظرة، ثمّ اصنعوا بي ما بدا لكم، فإذا امرأة طويلة أدماء، فقال لها: اسلمي حبيش قبل نفاذ العيش:
أرأيتك لو تبعتكم فلحقتكم ... حلية أو أدركتكم بالخوانق
ألم يك حقًّا أن ينول عاشق ... تكلف إدلاج السرى والودائق
قالت: نعم فديتك، قال: فقدموه فضربوا عنقه، فجاءت المرأة، فوقفت عليه، فشهقت شهقة أو شهقتين ثمّ ماتت. فلمّا قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبروه الخبر فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما كان فيكم رجل رحيم".
حسن. رواه النسائيّ في الكبرى (٨٦١٠) ومن طريقه البيهقيّ في الدلائل (٥/ ١١٨) عن محمد بن عليّ بن حرب المروزي - ولقبه ترك - قال: حَدَّثَنَا عليّ بن الحسين بن واقد، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن من أجل عليّ بن الحسين بن واقد وأبيه الحسين فإنهما حسنا الحديث.
وصحّحه الحافظ في الفتح (٨/ ٥٨)
[٦ - سرية الطفيل بن عمرو الدوسي إلى ذي الكفين]
كانت سرية الطفيل بن عمرو الدوسي إلى ذي الكفين: صنم عمرو بن حممة الدوسي في شوال سنة ثمان من مهاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قالوا: لما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السير إلى الطائف بعث الطفيل بن عمرو إلى ذي الكفين، صنم عمرو بن حممة الدوسي، يهدمه، وأمره أن يستمد قومه ويوافيه بالطائف، فخرج سريعًا إلى قومه فهدم ذا الكفين وجعل يحش النّار في وجهه ويحرقه ويقول:
يا ذا الكفين لست من عبادكا ... ميلادنا أقدم من ميلادكا
إني حششت النّار في فؤادكا
قال: وانحدر معه من قومه أربعمائة سراعًا فوافوا النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بالطائف بعد مقدمه بأربعة أيام، وقدم بدبابة ومنجنيق، وقال: يا معشر الأزد! من يحمل رايتكم؟ فقال الطفيل: من كان يحملها في الجاهليّة النعمان بن بازية اللهبي؛ قال: أصبتم.
الطبقات الكبرى لابن سعد (٢/ ١٥٧ - ١٥٨).