قتادة، عن أبيه فذكره، ويعقوب هو: ابن إبراهيم بن سعد.
وإسناده صحيح، وصحّحه ابن حبَّان (٣٠٥٧)، والحاكم (١/ ٣١٤) كلاهما من طريق إبراهيم ابن سعد به وقال: "صحيح على شرط الشّيخين".
[٢ - باب ثناء الجيران على الميت]
• عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة أهل أبيات من جيرانه الأدْنَين أنهم لا يعلمون إِلَّا خيرًا إِلَّا قال الله جل وعلا: قد قبلتُ علمكم فيه، وغفرت له ما لا تعلمون".
حسن: رواه الإمام أحمد (١٣٤٥١)، وأبو يعلى (٣٤٤٦٨ تحقيق الأثري) كلاهما من طريق مؤمّل بن إسماعيل، حَدَّثَنَا حمّاد، حَدَّثَنَا ثابت، عن أنس.
وصحه ابن حبَّان (٣٠٢٦)، والحاكم (١/ ٣٧٨) كلاهما من طريق مؤمّل بن إسماعيل بإسناده، واللّفظ لهما، لأنه سقط في المصدرين السابقين قوله: "أنهم لا يعلمون إِلَّا خيرًا إِلَّا قال الله جل وعلا وهو لابد منه، وكذلك ذكره الهيثميّ في "المجمع" وعزاه إلى أحمد وأبي يعلي.
قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم".
قلت: إسناده حسن من أجل الكلام على مؤمّل بن إسماعيل فقال ابن معين: ثقة، وقال الدَّارميّ: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق شديد في السنة كثير الخطأ، وقال ابن سعد: ثقة كثير الغلط، فمثله يحسن حديثه.
وأورده الهيثميّ في "المجمع" (٣/ ٤) وقال: "رجال أحمد رجال الصحيح"، وأمّا قول البخاريّ في مؤمّل بن إسماعيل: "منكر الحديث" فلم يثبت منه، كما بينت ذلك في كتاب الصّلاة، ولا أعتقد أنه خالف أصحاب حمّاد في لفظ الحديث، بل أنه حديث آخر. والله تعالى أعلم.
وأمّا ما رُوي عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، عن ربه عَزَّ وَجَلَّ قال: "ما من عبد مسلم يموتُ، يشهد له ثلاثة أيات من جيرانه الأدْنَين بخير إِلَّا قال الله عَزَّ وَجَلَّ: قد قَبلت شهادة عِبادي على ما علموا، وغفرت له ما أعلم" ففي إسناده رجل مبهم لم يُسم. رواه الإمام أحمد (٨٩٨٩، ٩٢٩٥) عن عفّان، حَدَّثَنَا مهدي بن ميمون، حَدَّثَنَا عبد الحميد صاحب الزِياديّ، عن شيخ من أهل البصرة، عن أبي هريرة فذكره.
شيخ من أهل البصرة لا يعرف. وعبد الحميد صاحب الزيادي وإن كان ثقة من رجال الشّيخين، ولكن من شيوخه الحسن البصريّ، فإن كان هو فهو مدلِّس.
٣ - باب ما ينهي عن سَبِّ الأموات
• عن عائشة قالت: قال النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسُبُّوا الأموات، فإنهم أفْضَوا إلى ما قَدَّموا".