٢١ - باب ما جاء أنّ للَّه ملائكةً يطوفون في الطّرق يلتمسون أهل الذِّكر
• عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن للَّه ملائكة يطوفون في الطُّرق يلتمسون أهلَ الذِّكْرِ، فإذا وَجَدُوا قومًا يذْكُرونَ اللَّه تنادوا: هَلُمُّوا إلى حاجَتِكمْ. قال: فيُحفُّونَهم بأجنحتهم إلى السّماء الدُّنيا، قال: فيسألهم ربُّهم وهو أعلم منهم: ما يقولُ عبادي؟ قال: تقول: يسِّبُحونَك ويكبِّرُونَك ويحمدونك ويمجِّدُونك. قال: فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا واللَّه ما رأوك. قال: فيقول: وكيف لو رأوني؟ قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشدَّ لك عبادةً، وأشدَّ لك تمجيدًا، وأكثرَ لك تسبيحًا. قال: يقول: فما يسألونني؟ قال: يسألونك الجنة قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا واللَّه يا ربّ ما رأوها. قال: يقول: فكيف لو أنهم رأوها؟ قال: يقولون لو أنّهم رأوها كانوا أشدَّ عليها حرصًا، وأشدَّ لها طلبًا، وأعظمَ فيها رغبةً. قال: فَمِمَّ ينعوّذون؟ قال: يقولون: من النّار. قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا واللَّه يا ربّ ما رأوها. قال: يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشدَّ منها فرارًا وأشدَّ لها مخافةً. قال: فيقول: فأُشْهدُكم أنّي قد غفرتُ لهم. قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلانٌ ليس منهم إنّما جاء لحاجة؟ قال: هُمُ الجلساء لا يشقى بهم جليسُهم".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الدّعوات (٦٤٠٨) عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
قال البخاريّ:"رواه شعبة عن الأعمش ولم يرفعه. ورواه سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-". انتهى.
قلت: من طريق سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة رواه مسلم في الذِّكر والدُّعاء (٢٦٨٩) عن محمد بن حاتم بن ميمون، حدّثنا بهز، حدّثنا وُهيب، حدّثنا سهيل، به، وفيه:"إنّ اللَّه تبارك وتعالى ملائكة سيّارة فُضلًا". وبقية الحديث نحوه.
٢٢ - باب ما جاء أنّ للَّه ملائكةً سيّاحين في الأرض يبلِّغون النّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- السّلامَ من أمَّته
• عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّ للَّه ملائكةً سياحين في الأرض يبلّغون من أمتي السّلامَ".
صحيح: رواه النسائيّ في "المجتبى"(١٢٨٢)، وفي اليوم والليلة (٦٦) من طرق عن سفيان، عن عبد اللَّه بن السائب، عن زاذان، عن عبد اللَّه، فذكر مثله.