ورواه الإمام أحمد (٣٦٦٦) وصحّحه ابن حبان (٩١٤) والحاكم (٢/ ٤٢١)، وصحّحه أيضًا الحافظ ابن القيم في جلاء الأفهام (ص ٥٤).
وأمّا ما رُوي عن عمّار بن ياسر قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّ اللَّه وكَّل بقبري ملكًا أعطاه أسماع الخلائق، فلا يُصلي عليَّ أحدٌ إلى يوم القيامة إلّا بلّغني باسمه واسم أيه هذا فلان بن فلان قد صلّى عليك". فهو ضعيف.
رواه البزّار -كشف الأستار (٤/ ٤٧) -، وأبو الشّيخ من طريق نعيم بن ضمضم، حدّثنا ابن الحميريّ، عن عمار بن ياسر، فذكره.
وفيه نعيم بن ضمضم، قال فيه الهيثميّ في "المجمع" (١٠/ ١٦٢): "ضعّفه بعضهم. وابن الحميريّ واسمه عمران قال البخاريّ: لا يتابع على حديثه، وقال صاحب الميزان (الذّهبيّ): لا يعرف".
قلت: أورده البخاريّ في "التاريخ الكبير" (٦/ ٤١٦) من هذا الوجه عن عمران وقال: "لا يتابع عليه".
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن أبي بكر مرفوعًا: "أكثروا الصّلاة عليَّ؛ فإنّ اللَّه وكَّل بي ملكًا عند قبري، فإذا صلّى عليَّ رجلٌ من أمّتي قال له ذلك الملك: يا محمد، إنّ فلان بن فلان صلى عليك السّاعة".
رواه الدّيلميّ في "مسند الفردوس". وأوردة السّخاويّ في "القول البديع" (ص ١١٧) وقال: "في سنده ضعف".
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي أمامة مرفوعًا: "من صلّى عليَّ واحدةً صلى اللَّهُ عليه عشْرًا، بها ملك موكَّل حتّى يبلّغنيها". رواه الطبرانيّ (٨/ ١٥٨)، وفيه موسى بن عمير القرشيّ الأعمى وهو ضعيف جدًّا، قاله الهيثميّ في "المجمع" (١٠/ ١٦٢). وإنما الصحيح فيه "من صلى علي واحدة صلى اللَّه عليه عشرًا" من حديث أبي هريرة رواه مسلم في صحيحه (٤٠٨) بدون ذكر الملائكة.
وكذلك لا يصح ما روي عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إنّ جبريل عليه السّلام أَتاني فبشّرني فقال: إنّ اللَّه عزّ وجلّ يقول: من صلّى عليك صليتُ عليه، ومن سلّم عليك سلّمتُ عليه، فسجدتُ للَّه عزّ وجلّ شكرًا".
رواه الإمام أحمد (١٦٦٤) وفيه عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن ابن عوف، فذكره.
وعبد الواحد لم يوثقه غير ابن حبان، كما لم يثبت سماعه من جدّه عبد الرحمن بن عوف. انظر تخريجه مفصّلًا في باب سجود الشّكر.
وأما الأحاديث الصّحيحة في فضل الصّلاة على النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فانظرها في مواضعها.