رواه أحمد (١٢٢١٥) -واللفظ له-، وابن حبان (٧٤٤)، والبيهقى فى إثبات عذاب القبر (٥٤) كلهم من حديث حميد، عن أنس، فذكره.
ووجه نكارة هذا الحديث أنه لم يثبت في الأحاديث الصّحيحة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بأنه أجاز للكتاب أن يكتبوا كيف شاؤوا.
ثم أمر أبو بكر الصديق -رضي اللَّه عنه- في عهده جماعة من الصحابة أن يجمعوا القرآن على حرف واحد كما تلقوه من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ويجدونه مكتوبا في الأجزاء، فما وجدوا موافقا للتلقي والكتابة أثبتوه، وما كان خلاف ذلك تركوه، فلا يجوز لأحد بعد هذا أن يغير شيئًا من القرآن فيجعل مثلا "سميعًا عليمًا" مكان "غفورًا رحيمًا".
وأما ما ذكره الطحاوي في شرح مشكل الآثار (٨/ ٢٤١) بأن حديث أنس هذا يحمل على أن الرجل كان يكتب رسائل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى الملوك والرؤساء، وأنه كان يغير فيها ما شاء، لا القرآن، ففي هذا التأويل نظر.
٩ - باب من صفات المنافقين أنهم يحبون أن يُحمدوا بما لم يفعلوا
• عن أبي سعيد الخدري أن رجالا من المنافقين في عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كانوا إذا خرج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى الغزو تخلفوا عنه، وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فإذا قدم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- اعتذروا إليه، وحلفوا، وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فنزلت: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ} [آل عمران: ١٨٨].
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٦٧) ومسلم في صفات المنافقين (٢٧٧٧) كلاهما من طريق سعيد بن أبي مريم، أخبرنا محمد بن جعفر، قال: حدثني زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
[١٠ - باب ما جاء في مثل المنافق]
• عن ابن عمر، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "مثل المنافق، كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة"
وفي لفظ: "تكر في هذه مرة وفي هذه مرة"
صحيح: رواه مسلم في صفات المنافقين (٢٧٨٤) من طرق عن عبيد اللَّه، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
ورواه أيضًا من طريق موسى بن عقبة، عن نافع به باللفظ الثاني.