[٦٨ - تفسير سورة القلم وهي مكية، وعدد آياتها ٥٢]
١ - باب قوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)}
هذا ثناء من الله عز وجل على حسن خلق النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد كان أحسن الناس خلقا، وكان جامعا لجميع صفات الخير وخصال البر التي أمر الله بها عباده في القرآن الكريم ومدحهم عليها، وكان بعيدا عن جميع صفات الذم التي حذر الله منها عباده في القرآن الكريم وتوعَّدهم عليها، فقد كان - صلى الله عليه وسلم - خلقه القرآن كما في الصحيح.
• عن سعد بن هشام قال: قلت: يا أم المؤمنين! أنبئيني عن خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: ألست تقرأ القرآن؟ قلت: بلى، قالت: فإن خلق نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان القرآن. الحديث.
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٤٦) عن محمد بن المثنى العنزي، حدثنا محمد بن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن زرارة، أن سعد بن هشام بن عامر جاء إلى عائشة فسألها، فذكر الحديث في سياق طويل.
• عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس خُلُقًا.
متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦٢٠٣) ومسلم في الفضائل (٢٣١٠: ٥٥) كلاهما من طريق عبد الوارث، عن أبي التياح، عن أنس، فذكره.
وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة، وهي مذكورة في كتاب سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
٢ - باب قوله: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (١١)}
قوله: {هَمَّازٍ} أي: كثير العيب للناس والطعن فيهم بالغيبة والاستهزاء ونحوه.
وقوله: {مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} أي: يمشي بين الناس بالنميمة، وينقل حديث بعضهم لبعض ليفسد بينهم ويلقي فيهم العداوة والبغضاء.
وقد جاءت أحاديث كثيرة في التحذير من ذلك، منها:
• عن ابن عباس قال: مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قبرين، فقال. "أما إنهما لَيُعذَّبان، وما يُعَذَّبان في كبير، أمَّا أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأمّا الآخر فكان لا يستتر من بوله". قال: فدعا بعسيب رطْبٍ فشقَّه باثنين، ثم غرس على هذا واحدًا، وعلى هذا