قوله: "لأجبت الداعي" أي داعي الملك للخروج من السجن.
• عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: {فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو كنت أنا لأسرعت الإجابة، وما ابتغيت العذر".
حسن: رواه أحمد (٨٥٥٤)، وابن جرير في تفسيره (١٣/ ٢٠١)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٧/ ٢١٥٥ - ٢١٥٦) كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة الليثي، فإنه حسن الحديث.
١١ - باب قوله: {قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ (٧٤) قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (٧٥) فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (٧٦)}
يعني جزاء السارق في شريعة يعقوب أن يسلم السارق إلى المسروق منه فيسترقّه سنةً بخلاف قانون ملك مصر فإنه يمنع حبس السارق، فأراد يوسف أن يحبس أخاه عنده فردَّ الحكم إليهم ليتمكن من حبسه عنده على حكمهم، ولم يجر فيه قانون الملك الذي لم يذكر في القرآن والأحاديث. وقد قيل: إن من قانون الملك أن يُضرب السارق، وقيل: يغرم السارق ضعفَيْ قيمة المسروق وقيل: غير ذلك.
وهذه الأقاويل رويت عن بعض التابعين وليس فيها شيء مرفوع.
١٢ - باب قوله: {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (٧٧)}
قوله: {فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ} أي أن بنيامين الذي وجد السقاية في رحله هو أخوه لأمه من زوجة أبينا "راحيل" فهما شقيقان، وأما نحن من أولاد زوجاته الأخرى، فإن ليعقوب عليه السلام أربع زوجات وهن: راحيل أم يوسف وبنيامين، وليئة وبُلهة وزلفة، وهن أمهات بقية أولاد يعقوب.
وأما كون أخيه سرق من قبل فهذا بهتان وكذب منهم، فإن يوسف عليه السلام بريء من هذه التهمة، ولكنهم أرادوا نفي العار عن أنفسهم، وكان ذلك في مجلس يوسف ولكنه لم يظهر الغضب على كذبهم لئلا ينكشف أمره بأنه هو يوسف.
قوله: {فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا}.
وضمير التأنيث راجع إلى الكلمة التي قالها يوسف وهي قوله: {أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ