طريق المقري (وهو عبد الله بن يزيد)، حدّثنا حيوة، عن أبي صخر حُميد بن زياد، عن يزيد بن عبد الله بن قُسيط، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي صخر فإنه حسن الحديث، والكلام عليه مبسوط في كتاب الحج.
واعلم أن هذا الحديث وما يشابهه خاص بالحياة البرزخية، ولا يعلم كنهها إلا الله سبحانه وتعالى، فلا تقاس الحياة البرزخية على الحياة الدنيوية فإن حمله على ظاهره يخالف المشاهدة والحس.
وأما ما روي عن أبي هريرة مرفوعا: "من صلى علي عند قبري سمعته، ومن صلى علي نائيا وكل بها ملك يبلغني".
أخرجه الخطيب في تاريخه (٣/ ٢٩١ - ٢٩٢)، والعقيلي في الضعفاء (١٦٩٦) في ترجمة محمد بن مروان السدي كلاهما من طريق محمد بن مروان، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: فذكره.
ونقل العقيلي عن ابن نصير أنه قال: "محمد بن مروان الكلبي كذاب، ونقل عن البخاري أنه قال: محمد بن مروان السدي سكتوا عنه، ثم قال العقيلي: هذا الحديث لا أصل له من حديث الأعمش، وليس بمحفوظ، ولا يتابعه إلا من هو دونه" اهـ.
وقال ابن تيمية: "هذا إنما يرويه محمد بن مروان السدي، عن الأعمش وهو كذاب بالاتفاق، وهذا الحديث موضوع على الأعمش بإجماعهم". مجموع الفتاوى (٢٧/ ٢٤١).
[٣ - باب في ذكر صيغ الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -]
• عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عُجْرة فقال: ألا أهدي لك هديةً؟ إن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج علينا، فقلنا: يا رسول الله! قد علِمنا كيف نُسلم عليك، فكيف نُصَلِّي عليك؟ قال: "فقولوا: اللهم صَلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليَّت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد".
متفق عليه: رواه البخاري في الدعوات (٦٣٥٧)، ومسلم في الصلاة (٤٠٦) كلاهما من طريق شعبة، حدَّثنا الحكم، قال. سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول: فذكره.
وفي رواية عند البخاري (٣٣٧٠) من طريق عبد الله بن عيسى، سمع عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: لقيني كعبُ بن عُجرة. فقال: ألا أهدي لك هديةً سمعتُها من النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقلتُ: بلى، فأَهدِها لي. فقال: سألنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقلنا: يا رسول الله! كيف الصلاةُ عليكم أهل البيت، فإن الله قد علَّمنا كيف نُسلم؟ فذكر مثله إلا أن فيه: "كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم" "كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم" ولم يذكر الحكم في حديثه "إبراهيم" وإنما ذكر فيه "آل إبراهيم" في