قوله: "لئن أدبرت ليعقرنّك الله": أي إن أدبرت عن طاعتي ليقتلنك الله، وهذا من معجزات النبوة، فقد قتله الله يوم اليمامة.
• عن أبي هريرة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بينا أنا نائم أتيت بخزائن الأرض، فوضع في كفي سواران من ذهب، فكبرا علي، فأوحي إلي أن انفخهما، فنفختهما فذهبا، فأولتهما الكذابين اللذين أنا بينهما: صاحب صنعاء، وصاحب اليمامة".
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٣٧٥) ومسلم في الرؤيا (٢٢: ٢٢٧٤) كلاهما من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، أنه سمع أبا هريرة يقول: فذكره.
صاحب صنعاء هو: الأسود العنسي. وصاحب اليمامة هو: مسيلمة الكذاب.
كما جاء عند البخاري في المناقب (٣٦٢١) مصرحًا.
[١٦ - إخباره بهبوب الريح لموت منافق]
• عن جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم من سفر، فلما كان قرب المدينة هاجت ريح شديدة تكاد أن تدفن الراكب، فزعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "بعثت هذه الريح لموت منافق" فلما قدم المدينة، فإذا منافق عظيم من المنافقين قد مات.
صحيح: رواه مسلم في صفات المنافقين (١٥: ٢٧٨٢) عن أبي كريب محمد بن العلاء، حدثنا حفص -يعني ابن غياث- عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، فذكره.
[١٧ - باب إخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا شهم بجبذته]
• عن أبي شهم قال: مرت بي جارية بالمدينة فأخذت بكشحها قال: وأصبح الرسول يبايع الناس - يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فأتيته، فلم يبايعني، فقال: "صاحب الجبذة! " قال: قلت: والله لا أعود، قال: فبايعني.
صحيح: رواه النسائي في الكبرى (٧٢٨٨) وأحمد (٢٢٥١١) وصححه الحاكم (٤/ ٣٧٧) كلهم من طريق الأسود بن عامر شاذان، حدثنا هريم بن سفيان، عن بيان بن بشر الأحمسي، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي شهم، فذكره.
وإسناده صحيح.
ورواه الإمام أحمد (٢٢٥١٢) عن سريج (هو ابن النعمان) حدثنا يزيد بن عطاء، عن بيان بن بشر، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي شهم، قال: كان رجلًا بطّالًا قال: فمرّت بي جارية في بعض طرق المدينة، إذ هويت إلى كشحها، فلما كان الغد قال: فأتى الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبايعونه، فأتيته فبسطت يدي لأبايعه فقبض يده، وقال: "أجنّك صاحب الجبيذة" -يعني أما إنك