احتملوا ما رواه قتيبة عنه.
وقوله: "فتن كقطع الليل المظلم. . . يبيع دينه بعرض من الدنيا". رواه مسلم في الإيمان (١١٨) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، وهو مذكور في موضعه.
وفي معناه ما روي عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: يأتي على الناس زمان، الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر".
رواه الترمذيّ (٢٢٦٠)، وابن عدي (٥/ ١٧١١) كلاهما من حديث إسماعيل بن موسى الفزاري ابن بنت السدي الكوفي قال: حدّثنا عمر بن شاكر، عن أنس بن مالك، فذكره.
وقال الترمذيّ: "هذا حديث غريب من هذا الوجه، وعمر بن شاكر شيخ بصري قد روى عنه غير واحد من أهل العلم".
قلت: عمر بن شاكر ضعيف، قال أبو حاتم: ضعيف يروي عن أنس المناكير، وقال ابن عدي: "يحدث عن أنس بنسخة قريبا من عشرين حديثا غير محفوظة".
وروي نحوه من حديث أبي ثعلبة الخشني في أثناء حديث طويل عند أبي داود (٤٣٤١)، والترمذي (٣٠٥٨)، وابن ماجه (٤٠١٤).
وفي إسناده من لم يوثّقه أحد إلا أن ابن حبان ذكره في ثقاته، وهو مخرج في تفسير سورة المائدة.
[١٣ - باب فضل العبادة في الهرج]
• عن معقل بن يسار أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "العبادة في الهرج كهجرة إليَّ".
صحيح: رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (٢٩٤٨) من طرق عن حماد بن زيد، عن معلى ابن زياد، عن معاوية بن قرة، عن معقل بن يسار، فذكره.
قوله: "في الهرج" قال النووي: "المراد بالهرج هنا الفتنة واختلاط أمور الناس، وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها، ويشتغلون عنها ولا يتفرغ لها إلا الأفراد".
١٤ - باب إخبار النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فيما يكون إلى قيام الساعة
• عن أبي زيد عمرو بن أخطب قال: صلّى بنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الفجر، وصَعِدَ المنبر، فخطبنا حتى حضرت الظهرُ فنزل، فصلى ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت العصرُ، ثم نزل فصلى، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربتِ الشمسُ، فأخبرنا بما كان، وبما هو كائن، فأعلمُنا أحفظُنا.
صحيح: رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (٢٨٩٢) من طرق عن أبي عاصم (هو الضحاك ابن مخلد)، أخبرنا عزرة بن ثابت، أخبرنا علباء بن أحمر، حدثني أبو زيد -يعني عمرو بن أخطب- قال: فذكره.