• عن عمر بن الخطاب قال: قام فينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مقاما، فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم، وأهل النار منازلهم، حفظ ذلك من حفظه، ونسيه من نسي.
صحيح: رواه الطبراني في مسند رقبة بن مصقلة من تأليفه، وابن مندة في أماليه -ومن طريقهما ابن حجر في تغليق التعليق (٣/ ٤٨٧) - من رواية عيسى بن موسى، عن أبي جمرة، عن رقبة بن مصقلة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: فذكره.
وذكره البخاري في بدء الخلق (٣١٩٢) معلقا عن عيسى بن موسى به إلا أنه سقط منه ذكر أبي جمرة كما نبّه عليه الحافظ ابن حجر.
وإسناده صحيح. والكلام عليه مبسوط في كتاب بدء الخلق.
وروي عن أبي سعيد الخدري قال: صلى بنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يوما صلاة العصر بنهار، ثم قام خطيبا، فلم يدع شيئًا يكون إلى قيام الساعة إلا أخبرنا به، حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه، وكان فيما قال:"إن الدنيا حلوة خضرة، وإن اللَّه مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، ألا فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء"، وكان فيما قال:"ألا لا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه"، قال: فبكى أبو سعيد فقال: قد واللَّه رأينا أشياء فهبنا، فكان فيما قال:"ألا إنه يُنصب لكل غادر لواءٌ يوم القيامة بقدر غَدْرته، ولا غدرة أعظم من غدرة إمام عامةٍ يركز لواؤه عند استه"، فكان فيما حفظنا يومئذ:"ألا إن بني ادم خلقوا على طبقات شتى، فمنهم من يولد مؤمنًا ويحيى مؤمنًا ويموت مؤمنًا، ومنهم من يولد كافرًا ويحيى كافرًا ويموت كافرًا، ومنهم من يولد مؤمنًا ويحيى مؤمنًا ويموت كافرًا، ومنهم من يولد كافرًا ويحيى كافرًا ويموت مؤمنًا.
ألا وإن منهم البطيء الغضب سريع الفيء، ومنهم سريعُ الغضب سريعُ الفيء فتلك بتلك، ألا وإن منهم سريع الغضب بطيءُ الفيء، ألا وخيرهم بطيءُ الغضب، سريعُ الفيء، ألا وشرهم سريعُ الغضب بطيءُ الفيء، ألا وإن منهم حسنُ القضاء حسنُ الطلب، ومنهم سيءُ القضاء حسنُ الطلب، ومنهم حسنُ القضاء وسيء الطلب، فتلك بتلك، ألا وإن منهم السيءُ القضاء، السيءُ الطلب، ألا وخيرهم الحسنُ القضاء، الحسنُ الطلب، ألا وشرهم سيءُ القضاء، سيءُ الطلب، ألا وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم، أما رأيتم إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه، فمن أحسَّ بشيء من ذلك فليلصقْ بالأرض". قال: وجعلنا نلتفتُ إلى الشمس هل بقي منها شيء؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ألا إنه لم يبق من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه".
رواه الترمذيّ (٢١٩١) واللفظ له، وأحمد (١١١٤٣)، والحاكم (٤/ ٥٠٥) كلهم من طريق علي بن زيد بن جدعان القرشي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
قال الترمذيّ:"هذا حديث حسن".
وقال الحاكم: "هذا حديث تفرد بهذه السياقة علي بن زيد بن جدعان القرشي، عن أبي نضرة،