عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، فذكره.
ووالد يعلى هو عطاء العامري الطائفي لم يوثقه غير ابن حبَّان، وجهله ابن القطان، والذّهبيّ في الميزان، لأنه لم يرو عنه غير ابنه.
ثمّ أعلّه الترمذيّ بالوقف أيضًا فقال بعد أن رواه من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو نحوه، ولم يرفعه.
"وهذا أصح، وهكذا روى أصحاب شعبة، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، موقوفًا، ولا نعلم أحدًا رفعه غير خالد بن الحارث، عن شعبة وخالد بن الحارث ثقة مأمون، سمعت محمد بن المثنى يقول: ما رأيت بالبصرة مثل خالد بن الحارث، ولا بالكوفة مثل عبد الله بن إدريس" انتهى.
قلت: خالد بن الحارث كما وصف الترمذيّ بأنه ثقة مأمون فزيادته مقبولة كما هو معروف عند المحدثين، ثمّ قوله:"ولا نعلم أحدًا رفعه غير خالد بن الحارث" فهو ليس كما قال، فقد تابعه عبد الرحمن بن مهدي، وحديثه عند الحاكم (٤/ ١٥١، ١٥٢)، وأبو إسحاق الفزاري عند أبي الشّيخ، فهولاء رووه عن شعبة مرفوعًا.
ولكن علته جهالة والد يعلى وهو عطاء المعافري.
٣ - باب إجابة دعاء لمن برّ والديه
• عن عبد الله بن عمر بن الخطّاب، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "بينما ثلاثة نفر يتماشون أخذهم المطر، فمالوا إلى غار في الجبل، فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فأطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالا عملتموها لله صالحة، فادعوا الله بها لعلّه يفرجها.
فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران، ولي صبية صغار، كنت أرعى عليهم، فإذا رحت عليهم فحلبت بدأت بوالدي أسقيهما قبل ولدي، وإنه ناء بي الشجر، فما أتيت حتَّى أمسيت فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فجئت بالحلاب فقمت عند رؤوسهما، أكره أن أوقظهما من نومهما، وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما، والصبية يتضاغون عند قدمي، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتَّى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السماء. ففرج الله لهم فرجة حتَّى يرون منها السماء.
وقال الثاني: اللهم إنه كانت لي ابنة عم أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، فطلبت إليها نفسها، فأبت حتَّى آتيها بمائة دينار، فسعيت حتَّى جمعت مائة دينار