و"أبو ذبحة" ورد عند ابن مندة "أبو دلجة" وورد عند ابن كثير في جامع المسانيد (٢١١٠) "أبو ذبيحة" فلعله حصل تحريف فيه.
ولم أقف على ترجمته في المصادر إلا أن الهيثمي قال في المجمع (٩/ ٤١٠): "رجاله رجال الصحيح" ولم ينسبه إلى أحد.
وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة (١٦٧٤) بعد أن نسبه إلى الطبراني: "وإسناده لا بأس به، وأخرجه ابن مندة أيضا".
وإسناده حسن لقول الهيثمي وابن حجر، وإن لم أقف على ترجمة أبي دلجة.
[٣٦ - باب ما جاء في فضائل حسان بن ثابت]
• عن أبي هريرة، أن عمر مرَّ بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد، فلحظ إليه، فقال: قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك. ثم التفت إلى أبي هريرة، فقال: أنشدك الله أسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أجب عني، اللهم! أيده بروح القدس". قال: اللهم! نعم.
متفق عليه: رواه البخاري في بدء الخلق (٣٢١٢)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٨٥ - ١٥١) كلاهما من طرق عن سفيان بن عيينة، ثنا الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: فذكره.
وهذا لفظ مسلم، وسياق البخاري نحوه، إلا أن البخاري لم يذكر في سنده أبا هريرة ولكن ورود ذكر أبي هريرة في المتن يدل على أن سعيدا سمعه منه.
• عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع حسان بن ثابت الأنصاري يستشهد أبا هريرة: أنشدك الله، هل سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يا حسان، أجب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , اللهم! أيده بروح القدس" قال أبو هريرة: نعم.
متفق عليه: رواه البخاري في الصلاة (٤٥٣) ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٨٥ - ١٥٢) كلاهما من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة فذكره.
• عن عائشة قالت: استأذن حسان النبي - صلى الله عليه وسلم - في هجاء المشركين، قال: "كيف بنسبي؟ " فقال حسان: لأسُلَّنَّك منهم كما تُسَلُّ الشعرةُ من العجين.
وعن أبيه قال: ذهبت أسُبُّ حسان عند عائشة، فقالت: لا تَسُبَّه، فإنه كان ينافح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
متفق عليه: رواه البخاري في المناقب (٣٥٣١) ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٨٩) كلاهما عن عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: فذكرته.
وفي لفظ قال حسان: يا رسول الله، ائذن لي في أبي سفيان، قال: "كيف بقرابتي منه؟ " قال: والذي أكرمك لأسُلَّنَّك منهم كما تُسَلُّ الشعرة من الخمير، فقال حسّان: