فإن كلا من عند الله.
هكذا ذكره الإمام البخاريّ معلقًا في كتاب التفسير.
وجاء في بعض نسخ البخاريّ:
"قال أبو عبد الله: حدثنيه يوسف بن عدي، حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أُنَيسة، عن المنهال، بهذا". هكذا جاء أيضًا في فتح الباري.
قوله: {خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} هو قيل: هما الأحد والاثنين.
قوله: {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا} أي جبالا ثابتا.
قوله: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} أي أرزاق العباد والبهائم.
وقوله: {أَربَعَةِ أَيَّامٍ} تكملة لمجموع مدة خلق الأرض والجبال وتقدير الأرزاق، فدخل في هذه الأربعة الأيام اليومان اللذان في قوله: {فِي يَوْمَيْنِ} فكأنه قيل في يومين آخرين فتلك أربعة أيام، وقيل: هما الثلاثاء والأربعاء.
وفيه ردّ الآخر على الأوّل في الذكر كما يقال: تزوجت أمس امرأة، واليوم ثنتين، وإحداهما هي التي تزوجتُها بالأمس.
وقوله: {سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} أي جوابا لمن سأل في كم خلقت الأرض والأقوات.
وقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} أي عمد وقصد إلى خلق السماء.
وقوله: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} أي فرغ من خلقهن. قيل: هما الخميس والجمعة، فتلك ستة أيام كما أخبر الله تعالى في آيات كثيرة أنه خلق السموات والأرض في ستة أيام ثمّ استوى على العرش.
وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن آدم خلق يوم الجمعة.
وفي رواية مسلم (٢٧٨٩): وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق، في آخر ساعة من ساعة الجمعة فيما بين العصر إلى الليل.
وسبق الكلام على رواية مسلم هذه التي فيها أن عدد أيام الخلق سبعة، بأنها مخالفة لصريح القرآن، في كتاب بدء الخلق.
٢ - باب قوله: {حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٢٠) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢١)}
• عن جابر قال: لما رجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مهاجرة البحر، قال: "ألا تحدثوني بأعاجيب ما رأيتم بأرض الحبشة؟ ". قال فتية منهم: بلى، يا رسول الله!