للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن أنس، فذكره.

وفي سنن الدّارميّ (١٢٣) عن مسلم بن إبراهيم، حدّثنا حمّاد بن زيد المنقريّ، حدّثنا أبي، قال: جاء رجل يومًا إلى ابن عمر، فسأله عن شيء لا أدري ما هو. فقال له ابن عمر: "لا تسأل عما لم يكن، فإنِّي سمعت عمر بن الخطّاب يلعن مَنْ سأل عمَّا لم يكن".

وإسناده حسن، ويزيد المنقريّ هو يزيد بن مسلم، ذكره ابن حبان في "الثّقات" (٥/ ٥٤٥) ولم يوثقه غيره إِلَّا أنه توبع عند أبي خيثمة في "العلم" (١٤٤)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (١٨٢٠) وغيرهما.

وعن طاوس قال: قال عمر رضي اللَّه عنه على المنبر: "أُحرِّج باللَّه على رجل سأل عمَّا لم يكن، فإنّ اللَّه قد بيّن ما هو كائن".

رواه الدّارميّ في سننه (١٢٦)، والبيهقيّ في المدخل (٢٩٣)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (١٨٠٧، ١٨٠٨)، والخطيب في "الفقه والمتفقه" (٢/ ٧) كلّهم من حديث سفيان، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، فذكر مثله.

وفي لفظ الخطيب: "أحرج عليكم أن تسألونا عمّا لم يكن، فإنّ لنا فيما كان شغلًا". وكان يقول: "إيَّاكم وهذه العضل، فإنَّها إذا نزلت بعث اللَّه لها من يقيمها أو يفسّرها". رواه البيهقيّ في "المدخل" (٢٩٤) وإسناده حسن.

وقال البيهقيّ رحمه اللَّه: "وقد كره السّلف للعوام المسألة عمّا لم يكن، ولم ينص به كتاب ولا سنة، ولا إجماع، ولا أثر ليعملوا عليه إذا وقع، وكرهوا للمسؤول الاجتهاد فيه قبل أن يقع؛ لأنّ الاجتهاد إنّما أبيح للضّرورة، ولا ضرورة قبل الواقعة، فينظر اجتهادهم عند الواقعة، فلا يغنيهم ما مضى من الاجتهاد". انظر "المدخل" (٢٨٦).

١٥ - باب ما ورد من الوعيد للقرّاء المرائين

• عن سليمان بن يسار، قال: تفرّق النّاس عن أبي هريرة، فقال له ناتلُ أهل الشام: أيّها الشّيخ! حدِّثْنا حديثًا سمعْتَه منْ رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. قال: نعم، سمعتُ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إنَّ أوَّل النّاس يُقضى يوم القيامة عليه، رجلٌ اسشهد، فأُتي به فعرَّفه نِعَمه فعرفها، قال: ما عملْتَ فيها؟ قال: قاتلتُ فيك حتّى اسْتُشهدتُ. قال: كذَبْتَ، ولكنك قاتلت لأن يقال جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتّى ألقي في النّار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن. قال: كذبت ولكنَّكَ تَعَلَّمْتَ العِلْمَ ليُقال عالم، وقرأتَ القرآنَ ليُقال هو

<<  <  ج: ص:  >  >>